قوله: ﴿ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أي ذلل لكم ما فيها من الدواب لتنتفعوا بها. قوله: ﴿ وَٱلْفُلْكَ ﴾ بالنصب في قراءة العامة، عطف على ما في قوله: ﴿ مَّا فِي ٱلأَرْضِ ﴾ أي وسخر لكم الفلك وأفردها بالذكر، لكون تسخيرها أعجب من سائر المسخرات، والفك يطلق على الواحد والجمع بلفظ واحد، فوزن الواحد قفل، ووزن الجمع بدن. قوله: (من) ﴿ أَن ﴾ (أو لئلا) ﴿ تَقَعَ ﴾ أشار بذلك إلى أن ﴿ أَن تَقَعَ ﴾ إما في محل نصب على المفعول لأجله، أي لأجل أن لا تقع، أو في محل جر على حذف حرف الجر، والتقدير من أن تقع أي من وقوعها. قوله: ﴿ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ﴾ استثناء مفرغ من معنى قوله: ﴿ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ ﴾ والتقدير لا يتركها تقع في حال من الأحوال، إلا في حال كونها ملتبسة بمشيئة الله تعالى. قوله: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ﴾ أي أوجدكم من العدم لتسعدوا أو تشقوا، فكل من الإحياء الأول والثاني، إما نعمة أو نقمة. قوله: ﴿ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ﴾ (عند البعث) أي للثواب أو العقاب. قوله: ﴿ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴾ أي جحود لنعم خالقه.


الصفحة التالية
Icon