قوله: ﴿ مَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾ هذه الآية قيل غير مرتبطة بما قبلها، وعليه فيكون سبب نزولها كما قيل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وحوله أصحابه، وفي القوم مالك بن أبي الصيف من أحبار اليهود، فقال له رسول الله: ناشدتك الله، هل رأيت في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ فقال: نعم، فقال له رسول الله: وأنت حبر سمين، فضحك القوم، فالتفت مالك إلى عمر بن الخطاب وقال: ما أنزل الله على بشر من شيء، وقيل سبب نزولها أن اليهود قالوا: خلق الله السماوات يوم الأحد، والأرض يوم الاثنين، والجبال يوم الثلاثاء، والأوراق والأشجار يوم الأربعاء، والشمس والقمر في يوم الخميس، وخلق آدم وحواء في يوم الجمعة، ثم استوى على ظهره، ووضع إحدى رجليه على الأخرى واستراح، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقل إنها من تتمة المثل، وعليه درج المفسر. قوله: ﴿ ٱللَّهُ يَصْطَفِي ﴾ أي يختار. قوله: ﴿ مِنَ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً ﴾ إن قلت إن هذا يقتضي أن يكون الرسل بعض الملاكئة لا كلهم وآية فاطر تقتضي أن الكل رسل. أجيب بأن التبعيض بالنسبة لإرسالهم لبني آدم والجميع رسل بالنسبة لبعضهم بعضاً. قوله: ﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ ﴾ (رسلاً) أشار بذلك إلى أن في الآية الحذف من الثاني لدلالة الأولى عليه. قوله: (نزل لما قال المشركون) القائل هو الوليد بن المغيرة، ووافقه على ذلك قومه. قوله: (كجبريل) الخ، مثل باثنين من الملائكة واثنين من الإنس. قوله: (ما قدموا) أي من الأعمال. قوله: (وما خلفوا) أي لم يعملوه بالفعل. قوله: (أو ما عملوا) أي بالفعل، وقوله: (وما هم عاملون) أي في المستقبل. قوله: ﴿ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ ﴾ أي تصير أمور الخلائق اليه تعالى، ويجازي كلاً بعمله. قوله: (أي صلوا) أي وعبر عنها بالركوع والسجود، من باب تسمية الشيء باسم أشرف أجزائه. قوله: (كصلة الرحم ومكارم الأخلاق) أي وغيرها من الخيرات الواجبة والمندوبة. قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ الترجي في القرآن بمنزلة التحقيق، فالفلاح محقق لمن فعل هذه الأمور.


الصفحة التالية
Icon