قوله: ﴿ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ ﴾ المراد بها شجرة الزيتون، وخصت بسيناء لأن أصلها منه ثم نقلت، وهي أول شجرة نبتت في الأرض بعد الطوفان، وتبقى في الأرض كثيراً، حتى قيل إنها تعمر ثلاثة آلاف سنة. قوله: ﴿ سَيْنَآءَ ﴾ قيل معناه المبارك أو الحسن الملتف بالأشجار، وهو الجبل الذي نودي عليه موسى. قوله: (منع الصرف للعلمية والتأنيث) أي وقيل للعلمية والعجمة، لأنه اسم أعجمي نطقت به العرب، فاختلفت فيه لغاتهم، فقالوا سيناء بكسر السين وفتحها، وسينين، فهو علم مركب كامرئ القيس ومنع من الصرف، وإن كان جزء علم، نظراً إلى أنه عومل معاملة العلم. قوله: (والتأنيث للبقعة) أي والهمزة فيه ليست للتأنيث بل للإلحاق بقرطاس، وهي منقلبة عن ياء أو واو، لوقوعها متطرفة بعد ألف زائدة. قوله: (من الرباعي والثلاثي) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ﴾ عبر في جانب الأنعام بالعبرة دون النبات، لأن العبرة فيها أظهر. قوله: ﴿ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا ﴾ عبر بلفظ الجمع هنا، لأن المراد هنا العموم بدليل العطف بقوله: ﴿ وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ ﴾ الخ، وذكر الضمير في النحل باعتبار البعض، فإن المراد خصوص الإناث، بدليل الاقتصار على اللبن. قوله: (أي الابل) خصها لأنها المحمول عليها غالباً، ويصح عوده على الأنعام، لأن منها ما يحمل عليه أيضاً كالبقر.


الصفحة التالية
Icon