قوله: (أي قومه بني اسرائيل) أشار بذلك إلى أن الضمير في ﴿ لَعَلَّهُمْ ﴾ راجع لقوم موسى لا لفرعون وقومه، لأن التوراة إنما جاءته بعد هلاك فرعون وقومه. (جملة واحدة) إما راجع لقوله: (وأوتيها) أو راجع لهلاك فرعون وقومه. قوله: (لأن الآية فيهما واحدة) أي لأن ودلاته من غير أب أمر خارق للعادة، فيصح نسبته لها وله. قوله: ﴿ وَآوَيْنَاهُمَآ إِلَىٰ رَبْوَةٍ ﴾ سبب ذلك، أن ملك ذلك الزمان، كان أراد أن يقتل عيسى، فهربت به أمه إلى تلك الربوة ومكثت بها اثنتي عشرة سنة، حتى هلك ذلك الملك. قوله: (وهو بيت المقدس) هو أعلى مكان من الأرض، لأنه يزيد على غيره في الارتفاع ثمانية عشر ميلاً، فهو أقرب الباقع إلى السماء. قوله: ﴿ وَمَعِينٍ ﴾ اسم مفعل من عان يعين فهو معين، وأصله معيون كمبيوع، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان، حذفت الواو لالتقاء الساكنين، وكسرت العين لتصح الياء. قوله: ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَاتِ ﴾ خطاب لجميع الرسل على وجه الإجمال، فليس المراد أنهم خاطبوا بذلك دفعة واحدة، بل المراد خوطب كل رسول في زمانه بذلك. بأن قيل مثلاً لكل رسول: كل من الطيبات واعمل صالحاً، إني بما تعمل عليهم، وحكمة خطاب النبي بها على سبيل الإجمال، التشنيع على رهبانية النصارى، حيث يزعمون أن ترك المستلذات مقرب إلى الله، ف رد الله عليهم بأن المدار على أكل الحلال وفعل الطاعات. قوله: (الحلالات) أي مسلتذات أم لا. قوله: ﴿ وَٱعْمَلُواْ صَالِحاً ﴾ أي شكراً على تلك النعم، لتزدادوا بها قرباً من ربكم. قوله: (فأجازيكم عليه) أي إن خيراً فيخر، وإن شراً فشر، فالآية، فيها ترغيب وترهيب. قوله: ﴿ وَ ﴾ (اعلموا) ﴿ إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ ﴾ قدر المفسر لفظ (اعلموا) إشارة إلى أن ﴿ إِنَّ ﴾ بفتح الهمزة معمولة لمحذوف و ﴿ هَـٰذِهِ ﴾ اسمها، و ﴿ أُمَّتُكُمْ ﴾ خبرها، وأمة حال، وواحدة صفة له. قوله: (دينكم) أشار بذلك إلى أن المراد بالأمة الدين، والمراد به العقائد، لأنها هي التي اتحدت في جميع الشرائع، وأما الأحكام الفرعية، فقد اختلفت باختلاف الشرائع. قوله: (وفي قراءة بتخفيف النون) أي والهمزة مفتوحة، والعامل مقدر كما في المشددة، واسمها ضمير الشأن، و ﴿ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ ﴾ مبتدأ وخبر، والجملة خبر ﴿ إِنَّ ﴾.
قوله: (استئنافاً) أي فهو إخبار من الله، بأن جميع الشرائع متفقة الأصول، والقراءات الثلاث سبعيات. قوله: ﴿ فَٱتَّقُونِ ﴾ أي افعلوا ما أمرتكم به واتركوا ما نهيتكم عنه.


الصفحة التالية
Icon