قوله: ﴿ وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ أي تفضلاً منه سبحانه وتعالى، وإلا فلا يسأل عما يفعل، وأتى بهذه الآية عقب أوصاف المؤمنين، إشارة إلى أن تلك الأوصاف في طاقة الإنسان، وكذا جمع التكاليف التي افترضها الله على عباده فعلاً أو تركاً، وهذا لمن وفقه الله وكشف عنه الحجب، وأما المحجوب فيرى التكاليف ثقيلة يشق عليه تعاطيها. قال بعض العارفين: إذا رفع الحجاب فلا ملالة لتكليف الإله ولا مشقةقوله: (عندنا) أي عندية رتبة ومكانة واختصاص. قوله: ﴿ يَنطِقُ بِٱلْحَقِّ ﴾ أي يبين أعمال العباد خيرها وشرها. قوله: (بما عملته) الضمير عائد على النفس المتقدم ذكرها. قوله: ﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ الجمع باعتبار العموم المستفاد من لفظ نفس، لأنه نكرة في سياق النفي. قوله: (فلا ينقص من ثواب أعمال الخير) أي لأن الأعمال كلها والجزاء عليها مثبتة في اللوح المحفوظ، وهو مطابق لما في علم الله. قوله: ﴿ بَلْ قُلُوبُهُمْ ﴾ رجوع لأحوال الكفار. قوله: ﴿ وَلَهُمْ أَعْمَالٌ ﴾ أي سيئة. قوله: ﴿ مِّن دُونِ ذٰلِكَ ﴾ أي غير ما ذكر للمؤمنين. والمعنى أن الكفار لهم أعمال مضادة ومخالفة لأوصاف المؤمنين المتقدمة قوله: ﴿ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴾ أي مستمرون عليها. قوله: (ابتدائية) أي تبتدأ بعدها الجمل. قوله: ﴿ إِذَآ أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ ﴾ ﴿ إِذَآ ﴾ ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه و ﴿ إِذَآ ﴾ الثانية للمفاجأة قائمة مقام الفاء. قال ابن مالك: وتخلف الفاء إذا المفاجأة كأن تجد إذا لنا مكافأةقوله: (أغنياءهم ورؤساءهم) أي كأبي جهل وأضرابه من صناديدهم. قوله: ﴿ يَجْأَرُونَ ﴾ أي يصرخون ويبتلهون، أو يستغيثون ويلتجئون في كشف العذاب عنهم، ومع ذلك فلا ينفعهم. قوله: (يقال لهم) الأقرب أن ذلك عند قبض أرواحهم، حين تأتيهم الملائكة بالمطارق، من نار يضربون بها وجوههم وأدبارهم، وقيل إنه يوم القيامة حين يعذبون في النار. قوله: ﴿ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي ﴾ الخ، تعليل لما قبله. قوله: ﴿ تَنكِصُونَ ﴾ من باب جلس ودخل، فهو بكسر الكاف وضمها. قوله: (ترجعون قهقرى) أي إلى جهة الخلف، وهو كناية عن إعراضهم عن الإيمان.