قوله: ﴿ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ﴾ اللفح الإصابة بشدة. قوله: (شمرت شفاههم) الخ، فالكلوح تشمر الشفة العليا واسترخاء السفل لما ورد: أنه تتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي السفلى حتى تبلغ سرته. قوله: ﴿ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ﴾ أي في الدنيا. قوله: (وفي قراءة) وهي سبعية أيضاً. قوله: (وهما مصدران بمعنى) أي وهو سوء العاقبة. قوله: (بعد قدر الدنيا مرتين) أي وقدرها قيل سبعة آلاف سنة بعدد الكواكب السيارة، وقيل اثنا عشر الف سنة بعدد البروج، وقيل ثلاثمائة الف سنة وستون سنة بعدد أيام السنة. قوله: ﴿ ٱخْسَئُواْ فِيهَا ﴾ أي اسكنوا سكوت هوان وذل. قوله: (فينقطع رجاؤهم) أي وهذا آخر كلامهم في النار، فلا يسمع لهم بعد ذلك إلا الزفير والشيق والنباح كنباح الكلاب. قوله: ﴿ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ ﴾ تعليل لما قبله. قوله: (بضم السين وكسرها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (وسلمان) المناسب أن يقول بدله وخباب، لأن سلمان ليس من المهاجرين: قوله: (فنسب اليهم) أي وحقه أن ينسب إلى الاستهزاء. قوله: ﴿ وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴾ أي وذلك غاية الاستهزاء. قوله: (بكسر الهمزة وبفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (بلسان مالك) دفع بذلك ما يقال إن قوله: ﴿ قَالَ ﴾ يقتضي أن الله يكلمهم، مع أنه قال في آية أخرى﴿ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ ﴾[البقرة: ١٧٤] فأجاب بأن المكلم لهم الملك عن الله. قوله: (وفي قراءة قل) أي وهي سبعية أيضاً. والحاصل أن هنا وفيما يأتي في قوله:﴿ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ ﴾[المؤمنون: ١١٤] ثلاث قراءات سبعيات، الأمر فيهما والماضي فيهما، والأمر في الأول، والماضي في الثاني. قوله: ﴿ كَمْ لَبِثْتُمْ ﴾ ﴿ كَمْ ﴾ في محل نصب على الظرفية الزمانية، وقوله: ﴿ عَدَدَ سِنِينَ ﴾ هو مميزها، والمعنى لبثتم كم عدداً من السنين، والقصد من هذا السؤال، التوبيخ والتبكيت عليهم، لأنهم كانوا يعتقدون بقاءهم في الدنيا، ويعولون على اللبث فيها، وينكرون البعث، فلما أدخلوا النار، وأيقنوا دوامها وخلودهم فيها، سألهم عن لبثهم في الدنيا، زيادة في تحسرهم على ما كانوا يعتقدونه، حيث ظهر خلافه.