قوله: ﴿ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ اللام للعاقبة والصيرورة، أي إن مآل أمرهم وعاقبته الجزاء الحسن، وليست لام العلة، لأن هذه مرتبة عامة المؤمنين، وتلك الأوصاف إنما هي لكامل الإيمان. قوله: (وأحسن بمعنى حسن) أي فالمحترز عنه المجازاة على القبيح، فالمعنى يجازون على كل عمل حسن، قال تعالى:﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً ﴾[الكهف: ٣٠] ولا يجازون على ما سبق من العمل القبيح. قوله: ﴿ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ ﴾ أي فلا يقتصر في إعطائهم على جزاء أعمالهم، بل يعطون أشياء لم تخطر ببالهم. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ تذييل ووعد كريم، بأنه تعالى يعطيهم فوق أجور أعمالهم من الخيرات ما لا يفي به الحساب. قوله: (يقال فلان ينفق بغير حساب) الخ، أي فهو كناية عن كون الله يعطيهم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر بغير نهاية، فوق ما وعدهم به.