٣٦١: ١٢: ٢٩- سفين، لما جاء الرسل إلى لوط، تبعهم أهل قريته. وكان لهم جمال. فلم يقولوا لهم شيا. فلما دخلوا على لوط، ورأوا موجدة لوط عليهم وما قد دخله من خشيتهم، قالوا: ﴿ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوۤاْ إِلَيْكَ ﴾ فلما دنوا، أخذوا التراب، فرموهم به ففقئوا أعينهم. فذلك قوله﴿ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ ﴾[القمر: ٣٧].
فرجعوا إلى أصحابهم، وهم يقولون: " سحر سحرونا ". فقال لوط للرسل: " الآن، الآن "! يعني هلاكهم - فقالوا: ﴿ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ ﴾ فقال بن عباس، ثلثة أحرف في القرآن لا يحفظون. ألا ترى أنه قول الله ﴿ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍ ﴾.
والحرفان الآخران، ثم اتبعهم﴿ إِنَّ ٱلْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوۤاْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً ﴾[النمل: ٣٤] قال الله﴿ وَكَذٰلِكَ يَفْعَلُونَ ﴾[النمل: ٣٤]، وقول ليوسف﴿ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِٱلْغَيْبِ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ ٱلْخَائِنِينَ ﴾[يوسف: ٥٢].
فقال له ملك من الملائكة " ولا حين هممت "؟ قال:﴿ وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِيۤ ﴾[يوسف: ٥٣] فرجع. فرفع جبريل عليه السلام القرية بجناحه، فدحدها وما فيها حتى أسمع أهل (السماء) الدنيا أصواتهم. ثم قلبها، ثم تتبع من شذ منهم بالحجارة. [الآية ٨١].


الصفحة التالية
Icon