قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ﴾ [١٧١]١٥١- أنا يحيى بن حبيب بن عربي، عن حماد، نا معبد بن هلال، قال: اجتمع رهط من أهل البصرة، فانطلقنا إلى أنس بن مالك فانتهينا إليه وهو يصلي الضُّحى، فانتظرنا حتى فرغ، فدخلنا عليه، فأجلس ثابتا على سريره، فقال له: يا أبا حمزة، إن إخواننا يسألونك عن حديث رسول الله / صلى الله عليه وسلم في الشَّفاعة، قال أنس: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم:" إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم في بعض، فيُؤتى آدم، فيُقال له: يا آدم، اشفع لذريتك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فهو خليل الرحمن، فيُؤتى إبراهيم، فيقول: - يعني لست لها - ولكن عليكم بموسى، فهو كليم الله، فيُؤتى موسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى، فهو روح الله وكلمته، فيُؤتى عيسى صلى الله عليه وسلم فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فأُوتَى فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيُؤذن لي عليه، فأقوم بين يديه، فيُلْهمني محامد لا أقدر عليها الآن، فأحمده بتلك المحامد، ثم أَخرُّ له ساجداً، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، قل تُسمَع، سل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: أي ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه - إما قال: مثقال بُرَّة أو شعيرة - من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجدا، فيُقال: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تُسمَع، وسل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فأخرجه منها، فأنطلق فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخرُّ له ساجداً، فيقال لي: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تُسمَع، وسل تُعْطَ، واشْفع تُشَفَّع، فأقول: يا ربِّ أُمَّتي أُمَّتي، فيُقال: انطلق، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبَّة خردل، فأخرجه من النار، فأنطلق... "حديث أنس إلى منتهاه. ١٥٢- أخبرني محمود بن خالد، نا عمر - يعني ابن عبد الواحد، عن الأوزاعي، عن عُمير بن هانيء، حدثني جُنادة بن أبي أمية، عن عُبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من شهد أن لا إله إلا الله،/ وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق، أدخله الله الجنة على ما كان منه ".