قوله تعالى: ﴿ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ﴾ [٤٦]٢٦٣- أنا أبو الأشعث، نا خالد بن الحارث، قال: نا سعيد، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم - عليه السلام - فيقولون: أنت أبو الناس، خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته فاشفع لنا عند ربك/، فيقول: لست هُنَاكُم - ويذكر لهم ويشكو إليهم ذنبه الذي أصاب فيستحيي الله من ذلك - ولكن ائتوا نُوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فينادونه فيقول: لست هُناكم - ويذكر سؤاله ربَّه ما ليس له به علم ويستحيي من ذلك - ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتونه، فيقول: لست هُناكم، ولكن ائتوا موسى عبداً كلم الله وأعطاه التَّوراة، فيأتونه، فيقول: لست هُناكم - ويذكر قتله النَّفس بغير النَّفس - ولكن ائتوا عيسى: عبد الله ورسوله وكلمة الله ورُوحه. فيأتونه فيقول: لست هُناكَ، ولكن ائتوا محمداً صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبياء الله، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر " قال: " فيأتونني فأنطلق " "- (قال سعيد: فذكر هذا الحرف عن الحسن - فأمشي بين سِمَاطَين من المؤمنين - ثم عاد إلى حديث أنس قال:)" فأستأذن على ربي فيأذن لي. فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله أن يدَعَني، ثم يُقال: ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الثانية، فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله أن يدَعَني، ثم يُقال: ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً فيدَعُني ما شاء الله، ثم يُقال لي ارفع يا محمد، قُل تُسْمع، سَلْ تُعْطَه، اشْفَع تُشفَّع، فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يُعلِّمنيه ثم أشفع فيحُدُّ لي حدّا فيُدخلهم الجنة، ثم أعود الرابعة، فأقول: " يا ربِّ ما بقي إلا من حَبَسه القرآن " ". قال: ويقول قتادة على / أثر هذا الحديث: حدَّثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" يخرُج من النار من قال لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الإيمان مثقال شعيرة من خَير، ويخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه مثقال بُرَّة من خير، ويخرج من النار في قلبه مثقال ذرَّة من خير ".