قوله تعالى: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ﴾ [١٤٤]٢٢- أنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر قال: بينما الناس بقُباء في صلاة الصبح، جاءهم آت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزل عليه الليلة، وأُمر أن يستقبل القِبلة فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة. ٢٣- أنا محمد بن حاتم بن نُعيم، أنا حبان، أنا عبد الله، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يصلي نحو الكعبة/، فكان يرفع رأسه إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾.
قال البراء: والشَّطر فينا قِبلة. وقال في قول الله تعالى: ﴿ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ قال: ما كان الله ليُضيع صلاة من مات وهو يصلي نحو بيت المقدس. ٢٤- أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، أنا الليث، نا خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال قال، أخبرني مروان بن عثمان أن عبيد بن حُنين أخبره عن أبي سعيد بن المُعلي قال: كنا نغدو للسوق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنمر على المسجد، فنصلي فيه، فمررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر، فقلت: لقد حدث أمر، فجلست، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾ حتى فرغ من الآية، قلت لصاحبي، تعال نركع ركعتين قبل أن ينزل رسول الله صلى لله عليه وسلم فنكون أول من صلى، فتوارينا، فصلينا، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى للناس الظهر يومئذ. ٢٥- أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا يحيى بن آدم، نا أبو زُبيد عن سليمان التَّيْمي، عن أنس قال، ما بقي أحد صلى القِبلتين غيري. قوله تعالى: ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾ [١٤٤]٢٨- أنا أبو بكر بن نافع، نا يحيى، نا حمَّاد بن سلمة، أنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية ﴿ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ﴾ مر رجل من بني سلمة، فناداهم، وهم ركوع في صلاة الفجر: ألا إن القِبلة قد حوِّلت إلى الكعبة فمالوا ركوعاً.


الصفحة التالية
Icon