قوله تعالى: ﴿ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾ [٥٣]٤٣٦- أنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، نا محمدُ بنُ ثورٍ، عن معمرٍ، عن أبي عُثمانَ، عن أنسٍ، قال:" لمَّا تزوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينبَ، أَهْدَتْ إليه أُم سُليمٍ حيساً في تورٍ من حجارةٍ، قال أنسٌ، قال لِي: " اذهب فادعُ من لقيت من المسلمين " فدعوتُ له من لقيتُ، فجعلوا يدخلون، فيأكلون ويخرجون، ووضع النبيُّ صلى الله عليه وسلم يدهُ في الطعامِ، فدعا فيه، وقال ما شاءَ اللهُ أن يقول، ولم أدع أحداً لقيتهُ إلا دعوتُهُ، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا، وبقي طائفةٌ منهم فأطالوا عليه الحديث، فجعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستَحيي أن يقول لهم شيئاً، فخرج، وتركهم في البيتِ، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ / لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ / ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ﴾ ". ٤٣٧- أخبرنا محمدُ بنُ حاتمِ بن نُعيمٍ قال أخبرنا سُويدٌ قال أخبرنا عبدُ اللهِ، عن شريكٍ، عن بيان بن بشرٍ، قال: سمعتُ أنس بن مالكٍ يقولُ في هذه الآيةِ:" ﴿ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ ﴾ قال بَنَى نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ببعضِ نسائِهِ؛ وصنعوا طعاماً فأرسلوا فدعوا رجالاً فأكلوا ثم قام فخرج فأتي بيت عائشةَ وتبعتُهُ، فدخل فوجد في بيتها رجُلين، فلما رآهما رجع ولم يُكلِّمهُما فقاما فخرجا "، ونزلت آيةُ الحجابِ ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ ﴾.
٤٣٨- أخبرنا محمدُ بنُ المُثنى، قال حدثنا خالدٌ، قال حدثنا حُميدٌ، أن أنساً، قال: [قال] عُمَرُ (رضي اللهُ عنهُ) قُلتُ: يا رسول اللهِ، يدخل عليك البرُّ والفاجرُ، فلو حجبت أُمهاتِ المؤمنين، فأنزل اللهُ (عزَّ وجلَّ) آية الحِجابِ. ٤٣٩- أخبرني زكريا بنُ يحيى، قال: حدثنا ابنُ أبي عمر، قال: حدثنا سُفيانُ، عن مِسعرٍ، عن موسى بنِ أبي كثيرٍ، عن مجاهدٍ، عن عائشةَ قالت: كُنتُ آكُلُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيساً في قعبٍ، فمرَّ عُمرُ (رضي اللهُ عنهُ)، فدعاهُ فأكل، فأصابت أُصبُعُهُ أُصبُعي، فقال: حَسِّ، (أو أوهِ)، لو أُطاعُ فيكنَّ ما رأتكُنَّ عينٌ، فنزل الحجابُ. ٤٤٠- أخبرنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: حدَّثنا المُعتمرُ، عن أبيهِ، قال: حدَّثنا أبو مجلزٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال:" لمَّا تزوج النبيُّ صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحشٍ، دعا القوم فطعِموا، ثم جلسوا يتحدثون، [قال] فأخذ كأنهُ يتهيأُ للقيامِ، فلم يقوموا، فلما رأى ذلك، قام من قام [مِنَ القومِ]، وقعد ثلاثةٌ، قال وإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاء ليدخل، فإذا القومُ جُلوسٌ، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فجئتُ فأخبرتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، قال فذهبتُ أدخلُ، فألقى الحجابَ بيني وبينهُ (صلى الله عليه وسلم) وأنزل اللهُ (عزَّ وجلَّ) ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَدْخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَـكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَٱدْخُلُواْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَٱنْتَشِرُواْ... ﴾ إلى ﴿ إِنَّ ذٰلِكُمْ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيماً ﴾ ". قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ [٥٣]٤٤١- أخبرنا عمرو بن عليٍّ، قال حدثنا أبو قُتيبة، قال: حدثنا عيسى بن طَهمانَ، قال سمعتُ أنس بن مالكٍ، يقولُ: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَٱسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ ﴾ قال: نزلت في زينبَ بنتِ جحشٍ. ٤٤٢- أخبرنا عليُّ بنُ حُجرٍ، عن إسماعيل، قال حدثنا عبدُ اللهِ بنُ دينارٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هُريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مثلي ومثلُ الأنبياء، كمثلِ رجلٍ، بنى بُنياناً، فأحسنهُ وأجملهُ، إلا موضع لبنةٍ من زاوية من زواياهُ، فجعل الناسُ يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون له: هلاَّ وُضعت هذه اللَّبنةُ، فأنا موضعُ اللَّبنةِ، وأنا خاتمُ النَّبِيِّينَ ".