قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ ﴾ [٩]٦٠١- أخبرنا محمدُ بن منصورٍ، قال: حدَّثنا سفيانُ، قال: حدَّثنا حُصينُ بن عبد الرحمن، قال: سمعت عمرو بن ميمونٍ يقولُ: أوصى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فقال: أُوصي الخليفة من بعدي بتقوى اللهِ، وأوصيهِ بالمهاجرين الأولين﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ ﴾[الحشر: ٨] الآية، أن يعرف لهم هجرتهم، ويعرف لهم فضلهم، وأوصيه بالأنصارِ ﴿ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ الآية، أن يعرفَ لهم فضلهم، وأن يقبل من مُحسنهم، ويتجاوز عن مُسيئهم، وأُوصيه بأهل ذمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أن يوفي لهم بعهدهم، وأن لا يحمل عليهم فوق طاقتهم، وأن يُقاتل عدُوهم من ورائهم. قوله تعالى: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾ [٩]٦٠٢- أخبرنا هنادُ بنُ السَّريِّ، عن وكيعٍ، عن فُضيل بن غزوان، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة، أن رجلاً من الأنصار بات به ضَيفٌ، فلم يكن عندهُ إلا قوت صبيانهِ، فقال لأمرأتهِ: نوِّمي الصِّبْيةَ وأطفئي السِّراجَ وقرِّبي للضيفِ ما عندك، فنزلت: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ ﴾ [٩]٦٠٣- أخبرنا عبدةُ بن عبد الله، قال أخبرنا حُسينٌ - يعني ابن عليٍّ الجُعفيَّ - عن فضيلٍ، عن الأعمشِ، عن عمرو بن مُرَّةَ، عن عبد الله بن الحارثِ، عن زهير بن الأقمرِ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم:" اتَّقوا الظُّلم؛ فإنهُ الظُّلُماتُ يوم القيامةِ، واتَّقوا الفُحش؛ فإن الله لا يُحبُّ الفُحشَ والتفحُّشَ، وإياكم والشُّحَّ فإنهُ أهلك من كان قبلكم؛ أمرهم بالظُّلم فظلموا، [وأمرهم] بالفجورِ ففجروا، [وأمرهم] بالقطيعةِ فقطعوا ".