قوله تعالى: ﴿ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِيۤ أُخْرَٰكُمْ ﴾ [١٥٣]٩٩- أخبرني هلال بن العلاء، نا حسين بن عياش، نا زهير، نا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب يحدث قال:" جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرُّماة يوم أُحد - وكانوا خمسين رجلا - عبد الله بن جبير، قال: ووضعهم مكانا، وقال لهم: " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا من مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، فإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم، فلا تبرحوا حتى إُرسل إليكم ". قال: وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، قال: فهزمهم، قال: فأما / والله رأيت النساء يشتددن على الجبل بدت خلاخلهن وأَسْوُقُهُنَّ رافعات ثيابهن، فقال أصحاب عبد الله بن جُبير: الغنيمة، أي قوم الغنيمة، قد ظهر أصحابكم فماذا تنتظرون، قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنُصيبَنَّ من الغنيمة، فلما أتوهم، صُرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين فذاك حين يدعوهم الرسول في أخراهم فلم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلا، فأصابوا منا سبعين، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أصاب من المشركين يوم بدر أربعين ومائة؛ سبعين أسيرا وسبعين قتيلاً، فقال أبو سفيان: أفي القوم محمد؟ أفي القوم محمد؟ فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيبوه، ثم قال: أفي القوم ابن أبي قُحافة؟ ثلاث مرات قال: أفي القوم ابن الخطاب ثلاث مرات، ثم رجع إلى أصحابه فقال: أما هؤلاء فقد قُتلوا، فما ملك عمر نفسه: فقال: كذبت يا عدو الله، إن الذي عددت لأحياء كلهم، وقد بقي لك ما يسوؤك، فقال: يوم بيوم بدر، والحروب سِجال، إنكم سترون في القوم مُثْلة لم آمر بها ولم تسؤني، ثم أخذ يرتجز: أُعْلُ هُبَل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تجيبوه؟ " فقالوا: يا رسول الله، ما نقول؟ قال: " قولوا: الله أعلى وأجل " قال: إن (لنا) عُزَّى ولا عُزَّى لكم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تجيبوه؟ " قالوا يا رسول الله، ما نقول؟ قال: " قولوا: الله مولانا، ولا مولى لكم " ".