﴿ لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ ﴾ الآية. قيل: كان اليونان يعطون جميع المال للبنات لأن الرجل لا يعجز عن الكسب والمرأة تعجز. وكانت العرب لا يعطيون البنات فرد الله تعالى على الفريقين والمعنى بالرجال الذكور وبالنساء الإِناث لقوله:﴿ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً ﴾[النساء: ١].
وأبهم في قوله: نصيب، وكذا أبهم في الأقربين لم يعين من هم. قال الزمخشري: ونصيباً ففروضاً نصب على الاختصاص بمعنى أعنى نصيباً مفروضاً مقطوعاً واجباً. " انتهى ". إن عنى بالاختصاص ما أصطلح عليه النحويون فهو مردود بكونه نكرة والمنصوب على الاختصاص نصوا على أنه لا يكون نكرة.﴿ وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ ﴾ أي قسمة الميراث.﴿ أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ ﴾ ممن لا يرث.﴿ فَٱرْزُقُوهُمْ مِّنْهُ ﴾ أي من مال المقسوم.﴿ وَلْيَخْشَ ٱلَّذِينَ ﴾ ظاهره هذه الجملة أنه أمر بخشية الله تعالى واتقائه والقول السديد من ينظر في حال ذرية ضعاف لتنبيهه على ذلك بكونه هو يترك ذرية ضعافاً فيدخل في ذلك ولاة الأيتام، قاله ابن عباس.﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً ﴾ قيل: نزلت في الأوصياء الذين يأكلون من أموال اليتامى ما لم يبح لهم وهي تتناول كل أكل بظلم وان لم يكن وصياً. وانتصاب ظلماً على أنه مصدر في موضع الحال أو مفعول من أجله، وخبر إن هي الجملة من قوله:﴿ إِنَّمَا يَأْكُلُونَ ﴾ وفي ذلك دليل على جواز وقوع الجملة المصدّرة بأن خبراً لأن وفي ذلك خلاف. وحسن ذلك هنا تباعدهما بكون اسم ان موصولاً فطال الكلام بذكر صلته. و ﴿ فِي بُطُونِهِمْ ﴾ معناه ملء بطونهم وهو متعلق بيأكلون وقال أبو البقاء: هو في موضع الحال من قوله نار. " انتهى ". والأولى تعلقه بيأكلون كما قلنا ونبه بقوله: في بطونهم، على نقصهم ووصفهم بالشره في الأكل والتهافت في نيل الحرام بسبب البطن، وظاهر قوله: ناراً، انهم يأكلون ناراً حقيقة. وفي حديث أبي سعيد عن ليلة الإِسراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" رأيت قوماً لهم مشافر كمشافر الابل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخراً من نار يخرج من أسافلهم فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ". وقرىء.
﴿ وَسَيَصْلَوْنَ ﴾ بفتح الياء وبضمها.