﴿ يَشْرُونَ ﴾ يبتغون غرض.﴿ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا ﴾ وهو الفاني بنعيم الآخرة وهو الباقي.﴿ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ ﴾ عطف على فعل الشرط وبدأ بالأكثر ثواباً وهو القتل وجواب الشرط فسوف نؤتيه والأجر العظيم هنا زيادة الثواب. وقيل: الجنة.﴿ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ هذا الاستفهام فيه حث وتحريض على الجهاد في سبيل الله، وعلى تخليص المستضعفين لا تقاتلون في موضع الحال. ﴿ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ ﴾ معطوف على الجلالة تقديره وفي سبيل المستضعفين.﴿ مِنَ ٱلرِّجَالِ ﴾ منهم عبد الله بن عباس.﴿ وَٱلنِّسَآءِ ﴾ منهم أم عبد الله، ومن جرى مجراها.﴿ وَٱلْوِلْدَٰنِ ﴾ هم الصبيان واحدهم وليد ويجوز أن يكون واحدهم ولدا كقول العرب: وَرَل وَوُرْلان. ثم ذكر تعالى حالة استضعافهم بقولهم في دعائهم: ﴿ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ﴾ وهي مكة.﴿ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا ﴾ هم من كان بها من صناديد قريش المانعين لهم من الهجرة ومن ظهور الإِسلام.﴿ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ لما أمر الله تعالى المؤمنين أولاً بالنفر إلى الجهاد ثم ثانياً بقوله: فليقاتل في سبيل الله، ثم بالثالث على طريق الحث والحض بقوله: وما لكم لا تقاتلون، أخبر في هذه الآية بالتقسيم إن المؤمن هو الذي يقاتل في سبيل الله وإن الكافر هو الذي يقاتل في سبيل الطاغوت ليتبين للمؤمنين فرق ما بينهم وبين الكفار ويقويهم بذلك ويشجعهم ويحرضهم وإن من قاتل في سبيل الله هو الذي يغلب. لأن الله هو وليه وناصره ومن قاتل في سبيل الطاغوت فهو المخذول المغلوب. والطاغوت هنا الشيطان لقوله:﴿ فَقَٰتِلُوۤاْ أَوْلِيَاءَ ٱلشَّيْطَٰنِ ﴾، وهنا محذوف التقدير فإِنكم تغلبونهم لقوتكم بالله ثم علل هذا المحذوف وهو غلبتكم إياهم بأن كيد الشيطان ضعيف فلا يقاوم نصر الله وتأييده.