﴿ هَادُواْ ﴾ هم اليهود هاد يهود تاب وقرىء هادوا بفتح الدال من هادي فاعل من الهداية بمعنى فعل كجاوز وجازى أي هدوا أنفسهم وهم اليهود.﴿ وَٱلنَّصَارَىٰ ﴾ جمع نصران كندمان وندامى والألف للتأنيث يدل عليه منع الصرف في قوله﴿ إِنَّا نَصَارَىٰ ﴾[المائدة: ١٤].
وقيل جمع نصري كمهري ومهارى.﴿ وَٱلصَّابِئِينَ ﴾ قيل عباد الكواكب القائلون بتدبيرها وقرىء مهموزاً صبأت النجوم طلعت وثنية الغلام خرجت وبغير همز صبا مال. و ﴿ مَنْ ءَامَنَ ﴾ يدل من المعاطيف الثلاثة التي بعد اسم أن أي أن الذين آمنوا من غير الأصناف الثلاثة ومن آمن من الأصناف الثلاثة ومن موصولة ودخلت الفاء في خبر أن لأن الذين ضمّن معنى اسم الشرط وهو جائز في كلام العرب ولا مبالاة لمن خالف في ذلك. والأجر الثواب المرتب على العمل من الإِيمان والعمل الصالح أفرد الضمير في أمن وعمل حملاً على لفظ من وجمع في﴿ فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾ حملاً على المعنى ودعوى ابن عطية أنه إذا حمل على اللفظ ثم على المعنى فلا يجوز أن يعود إلى اللفظ باطلة وقرىء ولا خوف بنصب الفاء. والخطاب في ﴿ مِيثَاقَكُمْ ﴾ لبني إسرائيل وهو الانعام العاشر وهو العهد عليهم بالاعلام بما تضمنته التوراة وتبيينه وعدم كتمه ولما فيه من إظهار نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم. و ﴿ ٱلطُّورَ ﴾ الجبل الذي ناجى عليه الله تعالى موسى عليه السلام امتنعوا من أخذ التوراة. والتزامها فرفع فوقهم الطور. قيل: مقدار العسكر وصار كالظلة.﴿ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم ﴾ أي وقلنا خذوا والذي أوتوه الكتاب.﴿ بِقُوَّةٍ ﴾ أي بجدّ واجتهاد. وقرىء: ما آتيتكم بقوة وهو التفات:﴿ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ ﴾ أمر بحفظه وعدم تناسيه قولاً وعملاً. وقرىء: واذّكروا من الادّكار ويفهم من سياق الكلام أنهم امتثلوا الأمر وعملوا بمقتضاه.﴿ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ ﴾ أي أعرضتم عن الميثاق والعمل به ورفع الجبل وهذا كله تذكير لليهود.﴿ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ بقبول التوبة.﴿ وَرَحْمَتُهُ ﴾ بالعفو من الزلة وارتفاع فضل على الابتداء هو مذهب البصريين وعليكم متعلق بفضل والخبر محذوف واجب الحذف على المختار.﴿ لَكُنْتُم ﴾ جواب لولا ويكثر دخول اللام عليه إذا كان موجباً وزعم بعض النحويين أنها لا تحذف منه إلا في الشعر.﴿ مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ ﴾ أي من الهالكين في الدنيا والآخرة.