﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ ﴾ هو التوراة.﴿ وَقَفَّيْنَا ﴾ ضمن معنى وجئنا.﴿ مِن بَعْدِهِ بِٱلرُّسُلِ ﴾ يقفوا بعضهم بعضاً ومن لابتداء الغاية يحكى أن موسى عليه السلام لم يمت حتى نبىء يوشع وبالرسل يوشع وشمويل وشمعون وداود وسليمان وشعيباً وأرميا وعزير وحزقيل والياس ويونس وزكريا ويحيى وعيسى عليهم السلام وآخرهم وخاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالرسل متعلق بقفينا وقرىء بضم السين وبإِسكانها.﴿ وَآتَيْنَا عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ﴾ إضافة إلى أمه رداً على اليهود والنصارى فيما أضافوه إليه. والبينات الحجج الواضحة الدالة على نبوته من إنزال الانجيل عليه وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى والاخبار بالمغيبات وخلقه من الطين صورة طائرة فينفخ فيه الله الروح إلى غير ذلك مما دل على نبوته وأجمل ذكر الرسل لأنهم كانوا متبعي شريعة موسى ونص على عيسى لأن شرعه نسخ كثيراً من شرع موسى عليهما السلام وعيسى وزنه عند سيبويه فعلى والألف فيه للإِلحاق كألف معزى. وقال أبو عمرو: الداني وزنه فعلل. ومريم باللسان السرياني معناه: الخادم، وباللسان العربي: المرأة الكبيرة خلطة الرجال ومريم مفعل لا فعيل لعدم ثبوته في أبنية كلام العرب وصحة حرف العلة على غير قياس كمزيد. وقرىء ﴿ وَأَيَّدْنَاهُ ﴾ وأأيدناه أيّد فعّل وأأيد أفعل وكلاهما من الأيد وهو القوة أي قويناه.﴿ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ ﴾ جبريل عليه السلام. والقدس: الطهارة. وقرىء القدس بضمتين وبإِسكان الدال وبواو بعد ضمة الدال وفي الحديث اهج وروح القدس معك. ومرة قال: وجبريل معك. قيل: وخص عيسى بذكر جبريل عليهما السلام معه إذ كان هو الذي بشر مريم بولادته وتولد عيسى بنفخه ورباه في جميع أحواله وكان يسير معه حيث سار وكان معه حين صعد إلى السماء.﴿ أَفَكُلَّمَا ﴾ الاستفهام للتوبيخ وكلما تقتضي التكرار.﴿ جَآءَكُمْ رَسُولٌ ﴾ والخطاب لبني إسرائيل إذ كانوا على طبع رجل واحد من سوء الأدب وتكذيب الرسل وكثرة سؤالهم والشك فيما أتوهم به واجتمع في الخطاب الأسلاف والأخلاف الذين هم معاصرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ هم راضون بأفعال أسلافهم وقد كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعموه السم وسحروه. وأسند الهوى إلى الأنفس لا إلى ضمير الخطاب اشعار بأنها تسند إليها السيئات غالباً.﴿ ٱسْتَكْبَرْتُمْ ﴾ أي تكبرتم من قبول ما أتى به.﴿ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ ﴾ والعطف بالفاء فيه تعقيب التكذيب أي لم تنظروا فيما أتى به بل استكبرتم عن قبول ما أتى به وأعقبتموه بالتكذيب إذ لم يقدروا على قتله.﴿ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ﴾ واستغنى بذكر قتله عن ذكر تكذيبه وذكر أقبح فعلهم وثم محذوف أي ففريقاً منهم كذبتم وآخر تقتلون مضارعاً محكياً به الحالة الماضية وتصورت كأنها ملتبس بها مشروع فيها ولمناسبة رؤوس الآي.