﴿ وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ ﴾ الظاهر أن هذا إخبار من الله تعالى بمدة لبثهم يناما في الكهف إلى أن أطلع الله عليهم ولما تحرر هذا العدد بإِخبار الله تعالى أمر نبيه أن يقول: قل الله أعلم بما لبثوا فخبره هذا هو الحق والصدق الذي لا يدخله ريب لأنه عالم غيب السماوات والأرض والظاهر أن قوله بما لبثوا إشارة إلى المدة السابق ذكرها وحكى النقاش أنها ثلثمائة سنة شمسية ولما كان الخطاب للعرب زيدت التسع إذ حساب العرب هو بالقمر لاتفاق الحسابين والضمير في له عائد على الله تعالى وهل هو في موضع رفع أو نصب وهل أسمع وأبصر أمر أن حقيقة أم أمران لفظا معناهما إنشاء التعجب في ذلك خلاف مقرر في النحو وتقدم الكلام على كيفية نسبة التعجب إلى الله في قوله: فما أصبرهم على النار والضمير في قوله: ما لهم لأهل السماوات والأرض من ولي متول لأمورهم ولا يشرك في قضائه أحداً منهم ولما أنزل عليه ما أنزل من قصة أهل الكهف أمره بأن يقص ويتلو على معاصريه ما أوحى الله تعالى إليه من كتابه في قصة أهل الكهف وفي غيرهم وأن ما أوحاه إليه لا مبدل له ولا مبدل عام ولكلماته عام أيضاً والتخصيص اما في لا مبدل أي لا مبدل له سواه ألا ترى إلى قوله وإذا بدلنا آية مكان آية وأما في كلماته أي لكلماته المتضمنة الخبر لأن ما تضمن غير الخبر وقع النسخ في بعضه وفي أمره تعالى أن يتلو ما أوحي إليه وإخباره أنه لا مبدل لكلماته إشارة إلى تبديل المنازعين في أهل الكهف وتحريف اخبارهم والملتحد أي المتلجأ الذي تميل إليه وتعدل له.﴿ وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ ﴾ الآية قال كفار قريش: لو أبعدت هؤلاء عن نفسك لجالسناك وصحبناك يعنون عماراً وصهيباً وسلمان وابن مسعود وبلالاً ونحوهم من الفقراء وقالوا ان ريح جبابهم يؤذينا فنزلت واصبر نفسك أي احبسها وثبتها * قال أبو ذؤيب: فصبرت عارفة لذلك حرة * ترسو إذا نفس الجبان تطلع.﴿ بِٱلْغَدَاةِ وَٱلْعَشِيِّ ﴾ إشارة إلى الصلوات الخمس وتقدم الكلام على قوله: بالغداة والعشي قراءة وإعراباً في الانعام.﴿ وَلاَ تَعْدُ ﴾ أي لا تصرف عيناك النظر عنهم إلى أبناء الدنيا وعد متعد تقول عدا فلان طوره وجاء القوم عدا زيداً فلذلك قدرنا المفعول محذوفاً ليبقى الفعل على أصله من التعدية * وقال الزمخشري: إنما عدي لتضمين عدا معنى نبا وعلا في قولك بنت عنه عينه وعلت عنه عينه إذا اقتحمته ولم تعلق به فإِن قلت أي غرض في هذا التضمين وهلا قيل ولا تعدهم عيناك ولا تعد عيناك عنهم * قلت الغرض فيه إعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من إعطاء معنى فذا ألا ترى كيف رجع المعنى إلى قولك ولا تقتحمهم عيناك مجاوزين إلى غيرهم ونحوه قوله تعالى:﴿ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ﴾[النساء: ٢] أي ولا تضموها إليها آكلين لها " انتهى " وما ذكره من التضمين لا ينقاس عند البصريين وإنما يذهب إليه عند الضرورة أما إذا أمكن إجراء اللفظ على مدلوله الوصفي كان أولى * قال الزمخشري: تريد زينة الحياة الدنيا في موضع الحال. " انتهى ". وصاحب الحال ان قدر عيناك فكان يكون التركيب تريدان وان قدر الكاف مجيء الحال من المجرور بالإِضافة مثل هذا فيه اشكال لاختلاف العامل في الحال وذي الحال وقد أجاز ذلك بعضهم إذا كان المضاف خبر أو كالجزء وحسن ذلك هنا أن المقصود نهيه صلى الله عليه وسلم عن الإِعراض عنهم والميل إلى غيرهم وإنما جيء وبقوله: عيناك والمقصود هو لأنهما مهما يكون المراعاة للشخص والتلفت إليه والمعنى ولا تعد أنت عنهم النظر إلى غيرهم والظاهر أن المراد بمن اعتقلنا كفار قريش.﴿ وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ ﴾ في طلب الشهوات.﴿ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾ أي ضائعاً والحق يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا الحق ويجوز أن يكون الحق مبتدأ ومن ربكم الخبر والظاهر أن الفاعل يشاء عائد على من * قال ابن عطية الضمير في شاء عائد على الله وكأنه لما كان الإِيمان والكفر تابعين لمشيئة الله جاء بصفة الأمر حتى كأنه لحتم وقوعه مأمور به مطلوب منه ولما تقدم الإِيمان والكفر أعقب بما أعد لهما فذكر ما أعد للكافرين تلو قوله: فليكفر وأتى بعد ذلك بما أعد للمؤمنين والسرادق حائط من نار محيط.﴿ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ ﴾ يطلبوا الغوث مما حل بهم من النار وشدة إحراقها واشتداد عطشهم.﴿ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ ﴾ هذا على سبيل المقابلة وإلا فليست إغاثة.﴿ كَٱلْمُهْلِ ﴾ قال ابن عباس: ماء غليظ مثل دردي الزيت. و ﴿ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ ﴾ في موضع الصفة لما أوفى موضع الحال منه لأنه قد وصف فحسن مجيء الحال منه وإنما اختص الوجوه لكونها عند شربهم يقرب حرماً من وجوههم وقيل عبر بالوجوه عن جميع أبدانهم والمعنى أنه ينضج به جميع جلودهم.﴿ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ ﴾ المخصوص بالذم محذوف تقديره بئس الشراب هو أي الماء الذي يغاثون به والضمير في ساءت عائد على النار * والمرتفق قال ابن عباس: المنزل.﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ ﴾ الآية: خبر إن قوله أولئك والجملة من قوله: إنا لا نضيع ويكون العائد محذوفاً تقديره من أحسن عملاً منهم ويجوز أن يكون مبتدأ خبره ما بعده ويكون توضيحاً لقوله تعالى: ﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ ﴾ ولما ذكر مكان أهل الكفر وهو النار ذكر مكان أهل الإِيمان وهي جنات عدن ولما ذكر هناك ما يغاثون به وهو الماء كالمهل ذكر هناك ما خص به أهل الجنة من كون الأنهار تجري من تحتهم ذكر ما أنعم به عليهم من التحلية واللباس واللذين هما زينة ظاهرة وبدأ بالتحلية لأنها أفخر من اللباس ومن الأولى يجوز أن تكون للابتداء والثانية للتبيين وقرأ أبان عن عاصم أسورة جمع سوار وقرأ الجمهور أساور جمع أسورة وهي جمع الجمع * قال الزمخشري: وجمع بين السندس وهو ما رق من الديباج وبين الاستبرق وهو الغليظ منه جمعاً بين النوعين وبناء التحلية للمفعول الذي لم يسم فاعله إشعاراً بأنهم يكرمون بذلك ولا يتعاطون ذلك بأنفسهم * قال الشاعر: غرائر في كن وصون ونعمة تحلين ياقوتاً وشذراً مقفراً*واسند الفعل إليهم لأن الإِنسان يتعاطى ذلك بنفسه خصوصاً لو كان بادي العورة ووصف الثياب بالخضرة لأنها أحسن الألوان والنفس تنبسط لها أكثر من غيرها وقد روى في ذلك أثر أنها تزيد في ضوء البصر وحض الاتكاء لأنها هيئة المنعمين والملوك على أسرتهم والأرائك جمع أريكة وهي السرير والمخصوص بالمدح محذوف أي نعم الثواب ما وعدوا به والضمير في وحسنت عائد على الجنات ومرتفقاً تمييز وهو محول من الفاعل.﴿ وَٱضْرِبْ لهُمْ ﴾ الآية قيل نزلت في أخوين من بني مخزوم الأسود بن عبد الأسود بن عبد يا ليل وكان كافراً وأبي سلمة عبد الله بن الأسود وكان مؤمناً وقيل غير ذلك والضمير في لهم عائد على المتجبرين الطالبين من رسول الله صلى الله عليه وسلم طرد ضعفاء المؤمنين فالرجل الكافر بإِزاء المتجبرين المؤمن بإِزاء ضعفاء المؤمنين وظهر بضرب المثل الربط بين هذه الآية والتي قبلها إذ كان من أشرك إنما افتخر بماله وأنصاره وهذا قد يزول فيصير الغني فقيراً وإنما المفاخرة بطاعة الله تعالى * واضرب لهم مثلاً الآية قصة رجلين وجعلنا تفسير للمثل فلا موضع له من الإِعراب وأبهم في قوله: جعلنا لأحدهما وتبين أنه الكافر الشاك في البعث وأبهم تعالى مكان الجنتين إلا يتعلق بتعيينه كبير فائدة وذكر إبراهيم بن القاسم الكاتب في كتابه في عجائب البلاد أن بحيرة تنيس كانت هاتين الجنتين وكانتا لأخوين فباع أحدهما نصيبه من الآخر وأنفقه في طاعة الله حتى عيره الآخر وجرت بينهما هذه المحاروة قال: فغرقهما الله في ليلة وإياهما عني بهذه الآية * قال ابن عطية: وتأمل هذه الهيئة التي ذكرها الله فإِن المرء لا يكاد يتخيل أجلّ منها في مكاسب الناس جنتا عنب أحاط بهما نخل وبينهما فسحة هي مزدرع لجميع الحبوب والماء المعين يسقي جميع ذلك من النهر.﴿ وَحَفَفْنَاهُمَا ﴾ حفه طاف به من جوانبه قال: يحفه جانباً يتق ويتبعه مثل الزجاجة لم يكمل من الرمدوحففته به جعلته مطيفاً﴿ كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ ﴾ أي كل واحدة منهما فلذلك أفرد في قوله آتت أكلها وقد راعى معنى التثنية في قوله: وفجرنا خلالهما أي فثني الضمير وهو ضمير الجنتين * وقال الشاعر: كلاهما حين جد الجري بينهما قد أقلعا وكلا أنفيهما رابيفثنى في أقلعا وأفرد في رابي.﴿ وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً ﴾ أي لم ينقص منه، وقرىء: ثمر وثمر ويظهر من قوله: فقال لصاحبه أنه ليس أخاه.﴿ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ جملة حالية والظاهر أن ذا الحال وهو القائل أي يفتخر عليه بكثرة ماله وعزة نفسه مالاً ونفراً تمييزان بعد أفعل التفضيل * وقال الزمخشري: فإِن قلت لم أفرد الجنة بعد التثنية قلت معناه ودخل ما هو جنته ما له جنة غيرها يعني أنه لا نصيب له في الجنة التي وعد المتقون فما ملكه في الدنيا هو جنته لا غير ولم يقصد الجنتين ولا واحدة منهما " انتهى " ولا يتصور ما قاله لأن قوله: ودخل جنته، إخبار من الله بدخول ذلك الكافر جنته فلا بد أن قصد في الاخبار أنه دخل إحدى جنتيه إذ لا يمكن أن يدخلهما معاً في وقت واحد والمعنى ودخل جنته يرى صاحبه ما هي عليه من البهجة والنضارة والحسن وهو ظالم لنفسه جملة حالية أي وهو كافر بنعمة ربه فقر بما ملكه شاك في نفاذ ما حوله وفي البعث الذي حاوره فيه صاحبه والظاهر أن الإِشارة بقوله: هذه إلى الجنة التي دخلها وعنى بالأبد أبد حياته وذلك لطول أمله وتمادي غفلته ولحسن قيامه عليها بما أوتي من المال والخدم فهي باقية مدة حياته على حالها من الحسن والنضارة والحسن يقتضي أن أحوال الدنيا بأسرها غير باقية.﴿ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ ﴾ أي تهلك هذه إشارة إلى الجنة التي دخلها.﴿ وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ هذا شك في قيام الساعة وهو كفر ثم أقسم على أنه ان رد إلى ربه على سبيل قياس الأخرى على الدنيا وكما يزعم صاحبه ليجدن في الآخرة خيراً من جنته تطمعاً وتمنياً على الله وادعاء لكرامته عليه ومكانته عنده وأنه ما أولاه الجنتين في الدنيا إلا لاستحقاقه وأن معه هذا الاستحقاق أين توجه كقوله:﴿ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ ﴾[فصلت: ٥٠] ومعنى منقلباً مرجعاً وعاقبة أي منقلب الآخرة لبقائها خير من منقلب الدنيا لزوالها وانتصب منقلباً على التمييز.﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ الآية وهو يحاوره حال من الفاعل وهو صاحبه وأكفرت استفهام إنكار وتوبيخ حيث أشرك مع الله غيره ثم نبه على أصل نشأته وإيجاده بعد العدم وأن ذلك دليل على جواز البعث من القبور ثم تحتم ذلك بإِخبار الصادقين وهم الرسل عليهم السلام * وقوله خلقك من تراب اما أن يراد خلق أصلك من تراب وهو مآدم صلى الله عليه وسلم وخلق أصله سبب في خلقه فكان خلقه خلقاً له وأريد أن ماء الرجل يتولد من أغذية راجعة إلى التراب فنبهه أولاً على ما تولد منه ماء أبيه ثم ثانية على النطفة التي هي ماء أبيه وانتصب رجلاً على الحال والعامل فيه سوّاك ولما لم يكن الاستفهام استفهام إعلام وإنما هو استفهام إنكار وتوبيخ فهو في الحقيقة تقرير على كفره وإخبار عنه به لأن معناه قد كفرت بالذي خلقك استدرك هو مخبراً عن حال نفسه فقال:﴿ لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي ﴾ إقراراً بتوحيد الله تعالى وأنه لا يشرك به وقرىء: لكن بتشديد النون بغير ألف في الوصل وبألف في الوقف وأصله ولكن أنا ونقل حركة الهمزة إلى نون لكن وحذف الهمزة فالتقى مثلان فأدغم أحدهما في الآخر وأما في الوقف فإِنه اثبت ألف أنا وهو المشهور في الوقف على أنا ومثال إثباتها في الوصل: أنا سيف العشيرة فاعرفوني حميداً قد تدربت السناناكان الأصل لكن أنا وحصل الادغام وقال الزمخشري ونحوه يعني ونحو إدغام نون لكن في نون أنا بعد حذف قول القائل وترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني ولكن إياك لا أقلي، أي لكن أنا لا أقليك. " انتهى ". لا يتعين ما قاله في البيت لجواز أن يكون التقدير لكنني فحذف اسم لكن وذكروا ان حذفه فصيح إذا دل عليه الكلام وأنشدوا على ذلك قول الشاعر: فلو كنت ضبياً عرفت قرابتي ولكن زنجي عظيم المشافرفي رواية من روي زنجي بالرفع أي ولكنك زنجي فانا مبتدأ وهو ضمير الشأن مبتدأ ثان والله مبتدأ ثالث وربي خبره والثالث وخبره خبر عن الثاني والثاني وخبره خبر عن أنا والعائد عليه هو الياء في ربي وصار التركيب نظير هند هو زيد ضربها وفي قوله:﴿ وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ﴾ تعريض بإِشراك صاحبه وأنه مخالفه في ذلك وقد صرح بذلك في صاحبه في قوله:﴿ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً ﴾[الكهف: ٤٢] ولولا تحضيضية بمعنى هلا ففضل بينهما وبين فعل التحضيض بإِذ وهو ظرف لما مضى والعامل فيه قلت وما في شاء شرطية منصوبة بشاء والجواب محذوف تقديره أي شىء شاء الله كان ويجوز أن تكون ما موصولة مبتدأة والخبر محذوف تقديره الذي شاء الله كان ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره الأمر الذي شاء ثم نصحه بالتبري من القوة فيما يحاوله ويعانيه وأن يجعل القوة لله ثم أردف تلك النصيحة بترجيه من الله تعالى وتوقعه أن يقلب ما به وما بصاحبه من الفقر والغنى فقال:﴿ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً ﴾ أي أني أتوقع من صنع الله وإحسانه أن يمنحني جنة خيراً من جنتك لإِيماني به ويزيل عنك نعتمك لكفرك به ويخبر بستانك وقرىء: أقل بالنصب مفعولاً ثانياً لترني وهي علمية لا بصرية لوقوع أنا فضلاً ويجوز أن يكون توكيداً للضمير المنصوب في ترني ويجوز أن تكون بصرية وأنا توكيد للضمير المنصوب في ترني فيكون أقل حالاً وقرىء: أقل بالرفع على أن يكون مبتدأ وأقل خبره والجملة في موضع مفعول ترني الثاني إن كانت علمية وفي موضع الحال إن كانت بصرية ويدل عليه وولداً على أن قول لصاحبه وأعز نفراً عني به الأولاد إن قابل كثرة المال بالقلة وعزة النفر بقلة الأولاد والحسبان قال ابن عطية: العذاب وقيل غير ذلك وهذا الترجي إن كان ذلك أن يؤتيه في الدنيا فهو أنكى للكافر والم إذ يرى حاله من الغني قد انتقلت إلى صاحبه وإن كان ذلك يؤتيه في الآخرة فهو أشرف وأذهب مع الخير والصلاح.