و ﴿ أَمْ ﴾ منقطعة تقدير ببل، والهمزة وهو استفهام على معنى الانكار، وأبرز ذلك في صورة الانكار بصيغة المستقبل وإن كان قد وقع ذلك منهم استبعاداً لوقوعه ولإِرادته.﴿ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ﴾ من نحو قولهم: اجعل لنا إلَهاً لما لهم آلهة ولن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة. وما مصدرية في كما. وقرىء: سئل بإِخلاص الضم وبالاشمام وبالياء وبتسهيل الهمزة بين بين وضم السين وبكسرها وبالياء ومن قبل تأكيد لأن سؤال اليهود موسى متقدم.﴿ وَمَن يَتَبَدَّلِ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ ﴾ هذه كناية عن الإِعراض عن الإِيمان والاقبال على الكفر، إذ لم يكن لهم إيمان سابق تبدلوا به الكفر.﴿ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ ﴾ أي وسطه واعتداله وأبرز ذلك في صورة الشرط وكأنه لم يقع تنفيراً لهم وتبعيداً عن ذلك.﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ ﴾ هم اليهود. والكتاب: التوراة. وتقدم الكلام في ﴿ لَوْ ﴾ عند قوله: يود أحدهم لو يعمر. ومن جعل لِلَوْ جواباً قدره لسروا بذلك أو لفرحوا وقول من قدره لودّوا ذلك مناقض لقوله ودّ ويودّ بمعنى تصير. و ﴿ حَسَداً ﴾ مفعول من أجله وانتصابه على أنه مصدر لفعله المحذوف أو مصدر في موضع الحال ليس بجيد.﴿ مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ﴾ أي كائناً من عند أنفسهم أي الحامل لهم على الحسد هو أنفسهم الخبيثة الأمارة بالسوء.﴿ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ ﴾ أي كفرهم عناد والحق وضوح رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته.﴿ فَٱعْفُواْ وَٱصْفَحُواْ ﴾ هذا موادعة.﴿ حَتَّىٰ يَأْتِيَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ من قتالهم وتمكينه منهم ونصره عليهم. ثم أنّس المؤمنين بذكر قدرته على كل شيء وبمخاطبتهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهما قوام الدين.


الصفحة التالية
Icon