﴿ فَسَقَىٰ لَهُمَا ﴾ أي سقي غنمهما لأجلهما وروي أن الرعاة كانوا يضعون على رأس البئر حجراً لا يقلّه إلا عدد من الرجال فأقله هو وحده وقيل كانت لهم دلو لا ينزع بها إلا أربعون رجلاً فنزع بها وحده وروي أنه زاحمهم على الماء حتى سقي لهم كل ذلك رغبة في الثواب على ما كان به من نصب السفر وكثرة الجوع حتى كانت تظهر الخضرة في بطنه من البقل.﴿ ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى ٱلظِّلِّ ﴾ أي ظل شجرة قيل كانت سبمرة.﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ قال المفسرون تعرض لمن يطعمه لما ناله من الجوع ولم يصرح بالسؤال وأنزلت هنا بمعنى تنزل وفي الكلام حذف تقديره فذهبتا إلى أبيهما من غير إبطاء في السقي وقصتا عليه أمر السقي لهما فأمر أحدهما أن تدعوه له.﴿ فَجَآءَتْهُ إِحْدَاهُمَا ﴾ وإحداهما مبهم فقيل الكبرى وقيل الصغرى. و ﴿ عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ ﴾ في موضع الحال أي مستحية متحفزة قال عمر بن الخطاب قد سترت وجهها بكم درعها.﴿ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ﴾ في ذلك ما كان شعيب عليه من الإِحسان والمكافأة لمن عمل له عملاً ولم يقصد المكافأة.﴿ فَلَمَّا جَآءَهُ ﴾ أي فذهب معها إلى أبيها وفي هذا دليل على اعتماد اخبار المرأة إذ ذهب موسى عليه السلام معها كما يعتمد على إخبارها في باب الرواية.﴿ وَقَصَّ عَلَيْهِ ٱلْقَصَصَ ﴾ أي ما جرى له من خروجه من مصر وسبب ذلك.﴿ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ أي قبل الله دعاءك في قولك رب نجني من القوم الظالمين ولما أخبره بنجاته منهم أنسه بقوله لا تخف وقرب إليه طعاماً فقال له موسى: انا أهل بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهباً فقال له شعيب ليس هذا عوض السقي ولكن هذه عادتي وعادة آبائي قرى الضيف وإطعام الطعام فحينئذٍ أكل موسى عليه السلام.﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ﴾ أبهم القائلة قيل وهي الذاهبة والقائلة والمتزوجة.﴿ يٰأَبَتِ ٱسْتَأْجِرْهُ ﴾ أي لرعي الغنم وسقيها ووصفته بالقوة لكونه رفع الصخرة عن البئر وحده أو انتزع بتلك الدلو أو زاحمهم حتى غلبهم على الماء والأمانة لأنها حين قام يتبعها هبت الريح فلفت ثيابها فوصفتها فقال لها ارجعي خلفي ودليني على الطريق وقولها كلام حكيم جامع لأنه إذا اجتمعت الأمانة والكفاءة في القائم بأمر فقد تم المقصود وهو كلام جرى مجرى المثل وصار مطروقاً للناس وكان ذلك تعليلاً للاستئجار وكأنها قالت استأجره لأمانته وقوته وصار الوصفان منبهين عليه.﴿ قَالَ إِنِّيۤ أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ٱبْنَتَيَّ هَاتَيْنِ ﴾ قال الزمخشري هاتين فيه دليل على أنه كان له غيرهما انتهى لا دليل في ذلك لأنها كانتا اللتين رآهما يذودان وجاءته إحداهما فأشار إليهما والإِشارة إليهما لا تدل على أن له غيرهما رغب شعيب في مصاهرته لما وصفته به ولما رأى فيه من عزوفه عن الدنيا وتعلقه بالله تعالى وفراره من الكفرة وظاهر قوله ان أنكحك إن الإِنكاح إلى الولي لا حقّ للمرأة فيه خلافاً لأبي حنيفة في بعض صوره بأن تكون بالغة عالمة بمصالح نفسها فإِنها تعقد على نفسها بمحضر من الشهود وإحدى ابنتي مبهم وهذا عرض لا عقد ألا ترى إلى قوله إني أريد وحين العقد يعين من شاء منهما ولذلك لم يحد أول أمد الإِجارة والظاهر من الآية جواز النكاح بالإِجارة وبه قال الشافعي وأصحابه:﴿ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ﴾ في موضع الحال من ضمير أنكحك اما الفاعل وإما المفعول وتأجرني من أجرته كنت له أجيراً كقولك أبوته كنت له أباً ومفعول تأجرني الثاني محذوف تقديره نفسك.﴿ ثَمَانِيَ حِجَجٍ ﴾ ظرف عشراً تقديره عشر حجج.﴿ فَمِنْ عِندِكَ ﴾ خبر مبتدأ محذوف تقديره فالإِتمام إحسان من عندك.﴿ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ ﴾ وعد صادق مقرون بالمشيئة.﴿ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ في حسن المعاملة ووطاءة الخلق ولما فرغ شعيب مما حاور به موسى.﴿ قَالَ ﴾ موسى.﴿ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ﴾ على جهة التقرير والتوثق في أن الشرط إنما وقع في ثمان حجج وذلك مبتدأ خبره بيني وبينك أشار إلى ما عاهده عليه أي ذلك الذي عاهدتني وشاطرتني عليه قائم بيننا جميعاً لا نخرج عنه ثم قال:﴿ أَيَّمَا ٱلأَجَلَيْنِ ﴾ أي الثماني والعشر وما زائدة وأي شرطية منصوبة بقضيت.﴿ فَلاَ عُدْوَانَ ﴾ جواب الشرط.﴿ وَٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ ﴾ أي على ما تعاهدنا عليه وتواثقنا.﴿ وَكِيلٌ ﴾ أي شاهد.﴿ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ ﴾ جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وفي أطول الأجلين وهو العشر ثم محذوف تقديره وزوجه ابنته وسار بأهله إلى مصر بلده وبلد قومه والخلاف فيمن تزوج الكبرى أم الصغرى وكذلك اسميهما وتقدّم كيفية مسيره وإيناسه النار في طه.﴿ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ﴾ أي تسخنون بها إذا كانت ليلة باردة وقد أضلوا الطريق.﴿ فَلَمَّآ أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِىءِ ٱلْوَادِي ٱلأَيْمَنِ ﴾ الآية من في من شاطىء لابتداء الغاية ومن الشجرة كذلك إذ هي بدل من الأولى أي من قبل الشجرة والأيمن يحتمل أن يكون صفة للشاطىء وللوادي على معنى اليمن والبركة ووصفت البقعة بالبركة لما خصت به من آيات الله تعالى وأنواره وتكليمه لموسى عليه السلام ويتعلق في البقعة بنودي أو يكون في موضع الحال من الشاطىء والشجرة عتاب وقيل غير ذلك. وأن يحتمل أن تكون تفسيرية وأن تكون مخففة من الثقيلة وجاء في طه نودي يا موسى إني أنا ربك وفي النمل نودي أن بورك من في النار وهنا نودي من شاطىء ولا منافاة إذ حكى في كل سورة بعض ما اشتمل عليه ذلك النداء والجمهور على أنه تعالى كلمه في هذا المقام من غير واسطة.﴿ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ﴾ تقدّم الكلام عليه وتخرج وتقدّم الكلام عليه أيضاً والظاهر حمل واضمم إليك جناحك من الرهب على الحقيقة وهو الخوف وقرىء الرهب والرهب والرهب قال الثوري: خاف موسى أن يكون حدث به سوء فأمره تعالى أن يعيد يده إلى جيبه لتعود على حالتها الأولى فيعلم موسى أنه لم يكن سوأ بل آية من الله تعالى.﴿ فَذَانِكَ ﴾ إشارة إلى العصا واليد وهما مؤنثتان ولكن ذكر التذكير الخبر.﴿ بُرْهَانَانِ ﴾ حجتان نيرتان.﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً ﴾ هو القبطي الذي وكزه فمات فطلب من ربه ما يزداد به قوة وذكر أخاه والعلة التي تكون زيادة في التبليغ. و ﴿ أَفْصَحُ ﴾ يدل على أن فيه فصاحة ولكن أخوه أفصح.﴿ فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي ﴾ وقرىء ردا بالهمز وردا بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى الدال وقرىء يصدقني بالجزم على أنه جواب الأمر وبالرفع على أنه صفة لقوله ردأ.﴿ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ ﴾ المعنى فيه سنقويك بأخيك ويقال في الخير شد الله عضدك وفي الشر فت الله في عضدك والسلطان الحجة والغلبة والتسلط.﴿ فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ﴾ أي بسوء أو إلى اذايتكما ويحتمل بآياتنا أن يتعلق بقوله ونجعل أو بيصلون.﴿ فَلَمَّا جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا ﴾ الآية بآياتنا هي العصا واليد بينات أي واضحات الدلالة على صدقه وأنه أمر خارق كفوا عن مقاومته ورجعوا إلى البهت والكذب على عادتهم ونفوا أنهم ما سمعوا بهذا في آبائهم الأولين وقد كذبوا في ذلك لأن الرسل جاءت به قبل ولما رأى موسى ما قابلوه به من انتفاء السماع في الزمان السابق.﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ ﴾ يعني بذلك نفسه ونفى فرعون علمه بما له غيره للملأ ويريد بذلك نفي وجوده أي مالكم من إله غيري واستمر في مخرقته ونادى وزيره هامان وأمره أن يوقد النار على الطين قيل وهو أول من عمل الآجر ولم يقل أطبخ الآجر لأنه لم يتقدّم لهامان علم بذلك ففرعون هو الذي يعلمه ما يصنع.﴿ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً ﴾ أي ابن لي.﴿ لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ ﴾ أوهم قومه ان إله موسى يمكن الوصول إليه والقدرة عليه وهو عالم متيقن أن ذلك لا يمكن وأطلع في معنى طلع يقال طلع إلى الجبل وأطلع بمعنى واحد والأرض هنا أرض مصر.﴿ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ ﴾ كناية عن إدخالهم في البحر حتى غرقوا شبهوا بحصيات قذفها الرامي من يده ومنه نبذ النواة وجعل هنا بمعنى صير أي صيرناهم أئمة أي قدوة للكفار يقتدون في ضلالاتهم اشتهروا بذلك وبقي حديثهم وعطف ويوم القيامة على في هذه الدنيا * ومن المقبوحين قال ابن عباس: من المشوهين الخلقة بسواد الوجوه وزرقة العيون.﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ ﴾ وهو التوراة وهو أول كتاب أنزلت فيه الفرائض والأحكام.﴿ مِن بَعْدِ مَآ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ ٱلأُولَىٰ ﴾ قوم نوح وهود وصالح ولوط ويقال لم تهلك قرية بعد نزول التوراة غير القرية التي مسخ أهلها قردة وانتصب بصائر على الحال أي طرائق هدى يستبصر بها.﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ ﴾ الآية لما قص تعالى من انباء موسى وغرائب ما جرى له أوحى تعالى بجميع ذلك إلى محمد عليه الصلاة والسلام وذكره بإنعامه عليه بذلك وبما قصه من الغيوب التي كان لا يعلمها لا هو ولا قومه فقال:﴿ وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلْغَرْبِيِّ ﴾ والأمر قبل الحكم والنبوة الذي آتاه الله موسى وبدأ أولاً بنفي شىء خاص وهو أنه لم يحضر وقت قضاء الله لموسى الأمر ثم ثنى بكونه لم يكن من الشاهدين والمعنى والله أعلم من الشاهدين بجميع ما أعلمناك به فهو نفي لشهادته جميع ما جرى لموسى عليه السلام فكان عموماً بعد خصوص وبجانب الغربي من إضافة الموصوف إلى صفته عند قوم ومن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه عند قوم تقديره أصله بالجانب الغربي وعلى الثاني أصله بجانب المكان الغربي.﴿ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً ﴾ أي مقيماً.﴿ فِيۤ أَهْلِ مَدْيَنَ ﴾ هم شعيب والمؤمنون.﴿ تَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ﴾ آياتنا تقرأ عليهم تعلماً منهم يريد الآيات التي فيها قصة شعيب وقومه ولكنا أرسلناك وأخبرناك بها وعلمناكها.﴿ إِذْ نَادَيْنَا ﴾ يريد مناداة موسى ليلة المناجاة وتكليمه ولكن أعلمناك رحمة وأرسلناك لتنذر قوما العرب ولولا الأولى حرف امتناع لوجود ما.﴿ أَن تُصِيبَهُم ﴾ في موضع المبتدأ كأنه قال لولا إصابتهم.﴿ فَيَقُولُواْ ﴾ معطوف على أن تصيبهم ولولا الثانية للتخصيص جوابها فنتبع ونكون وجواب لولا الأولى محذوف تقديره ما أرسلناك منذراً لهم.﴿ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ ﴾ هو محمد صلى الله عليه وسلم والظاهر أنه عائد على قريش الذين قالوا لولا أوتي أي محمد مثل ما أوتي موسى وذلك أن تكذيبهم لمحمد صلى الله عليه وسلم تكذيب لموسى عليه السلام ونسبتهم السحر للرسول نسبة السحر لموسى إذ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هم من واد واحد فمن نسب إلى واحد من الأنبياء ما لا يليق كان ناسباً ذلك إلى جميع الأنبياء وتتناسق الضمائر كلها في هذا وفي قوله:﴿ قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ﴾ وإن كان الظاهر من القول انه النطق اللساني فقد ينطلق على الإِعتقاد وهو من حيث إنكار النبوات معتقدون أن ما ظهر على أيدي الأنبياء من الآيات إنما هو من باب السحر وقرىء ساحران وسحران والضمير في جاءهم عائد على العرب.﴿ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ﴾ أي بكل من الساحرين أو من السحرين ثم أمره تعالى أن يصدع بهذه الآية وفي قوله: ﴿ قُلْ فَأْتُواْ ﴾ أي أنتم أيها المكذبون بالكتب الإِلهية التي تضمنت الأمر بالعبادات ومكارم الأخلاق ونهت عن الكفر والنقائص ووعد الله عليها الثواب الجزيل إن كان تكذيبهم لمعنى فأتوا بكتاب من عند الله يهدي أكثر من هذه أتبعه معكم والضمير في منهما عائد على ما أنزل على موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام وتعليق إتيانهم بشرط الصدق أمر متحقق متيقن أنه لا يكون ولا يمكن صدقهم كما أنه لا يمكن أن يأتوا بكتاب من عند الله يكون أهدى من الكتابين ويجوز أن يراد بالشرط التهكم بهم.﴿ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ ﴾ قال ابن عباس يريد فإِن لم يؤمنوا بما جئت به من الحجج ولم يمكنهم أن يأتوا بكتاب هو أفضل والاستجابة تقتضي دعاء وهو صلى الله عليه وسلم يدعوهم دائماً إلى الإِيمان.﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ الآية الضمير في لهم عائد على قريش وقال رفاعة القرظي نزلت في عشرة من اليهود هو أحدهم ومعنى وصلنا تابعنا القرآن موصولاً بعضه ببعض في المواعظ والزجر والدعاء إلى الإِسلام وفي الحديث" ثلاثة يؤتيهم الله أجرهم مرتين رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن في الحديث ".﴿ إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ أي لا تقدر على خلق الهداية فيه ولا تنافي بين هذا وبين قوله وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم لأن معنى هذا وإنك لترشد وقد أجمع المسلمون على أنها نزلت في أبي طالب وحديثه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة ان مات مشهور والضمير في وقالوا عائد على قريش وقيل الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف إنك على الحق فتخاف من اتباعك ومعنى يجيء يساق.


الصفحة التالية
Icon