﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ ﴾ استفهام تقرير وتوبيخ لما ذكر تعالى أنه شرع للناس ما وصى به نوحاً أخذ ينكر ما شرع غيره والضمير في شرعوا عائد على الشركاء وفي لهم عائد على الكفار المعاصرين للرسول عليه السلام.﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ ﴾ أي الفصل يكون في الآخرة.﴿ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ﴾ في الدنيا.﴿ ذَلِكَ ﴾ إشارة إلى ما أعد لهم من الكرامة وهو مبتدأ خبره الموصول والعائد عليه محذوف أي يبشر الله عباده به حذف حرف الجر فانتصب الضمير ثم حذفه قال الزمخشري: أو ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده " انتهى ". لا يظهر هذا الوجه إذ لم يتقدم في هذه السورة لفظ البشرى ولا ما يدل عليها من تبشير وشبهه ومن النحويين من جعل الذي مصدرية حكاه ابن مالك عن يونس وتأول عليه هذه الآية أي ذلك تبشير الله عباده وليس بشىء لأنه إثبات للإِشتراك بين مختلفي الحد بغير دليل وقد ثبتت إسمية الذي فلا يعدل عن ذلك بشىء لا يقوم به دليل بل ولا شبهة.﴿ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ﴾ روي أن الأنصار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال جمعوه وقالوا يا رسول الله قد هدانا الله تعالى بك وأنت ابن أختنا وتعروك حقوق ومالك سعة فاستعن بهذا على ما ينوبك فنزلت الآية فردّه إليهم والظاهر أن قوله إلا المودة استثناء منقطع لأن المودّة ليست أجراً أن تدعوا حق قرابتي وتصدقوني بما جئتكم به وتمسكوا عن أذيتي وأذية من اتبعني.﴿ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً ﴾ أضرب عن الكلام المتقدم من غير إبطال واستفهم استفهام إنكار وتوبيخ على هذه المقالة أي مثله لا ينسب إليه الكذب على الله تعالى مع اعترافكم له قبل بالصدق والأمانة.﴿ فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ ﴾ قال مجاهد: يربط على قلبك بالصبر على أذاهم حتى لا يشق عليك قولهم انه مفر.﴿ وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَاطِلَ ﴾ إستئناف اخبار.


الصفحة التالية
Icon