﴿ مِن فِرْعَوْنَ ﴾ بدل من قوله من العذاب المهين أعيد معه حرف الجر كما أعيد في قوله منها من غم.﴿ وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ ﴾ أي اصطفيناهم وشرفناهم.﴿ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ ﴾ أي عالمي زمانهم.﴿ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ ﴾ يعني قريشاً وأشار بهؤلاء إلى تحقيرهم كانوا يقولون ليس لنا إلا موتة واحدة ولا ننشر بعدها لحساب.﴿ فَأْتُواْ بِآبَآئِنَا ﴾ خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين الذين كانوا يعدونهم بالبعث أي إن صدقتم فيما تعدوننا فأحيوا لنا من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم حين يكون ذلك دليلاً على البعث في الآخرة.﴿ أَهُمْ ﴾ أي قريش.﴿ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ﴾ وتبع تقدم الكلام عليه.﴿ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ أي من الجنسين.﴿ لَـٰعِبِينَ ﴾ أي عابثين.﴿ مَا خَلَقْنَاهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ ﴾ أي بالعدل يجازي المحسن والمسيء بما أراد تعالى من ثواب وعقاب.﴿ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أنه تعالى خلق ذلك لذلك فهم لا يخافون عقاباً ولا يرجون ثواباً.﴿ كَٱلْمُهْلِ ﴾ دردي الزيت وقيل غير ذلك.﴿ خُذُوهُ ﴾ يقال للزبانية خذوه.﴿ فَٱعْتِلُوهُ ﴾ أي سوقوه بعنف وجذب.﴿ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ ﴾ أي وسطه.﴿ ثُمَّ صُبُّواْ ﴾ المصبوب في الحقيقة هو الحميم فتارة اعتبرت الحقيقة وتارة اعتبرت الاستعارة لأنه إذا صب الحميم فقد صب ما تولد عنه من الألم والعذاب فعبر بالمسبب عن السبب لأن العذاب هو المسبب عن الحميم ولفظة العذاب أهول وأهيب.﴿ ذُقْ ﴾ أي العذاب.﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ ﴾ وهذا على سبيل التهكم بهم والهزء بمن كان يتعزز ويتكرم على قومه.﴿ إِنَّ هَـٰذَا ﴾ أي الأمر.﴿ مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾ أي تشكون ولما ذكر حال الكفار أعقب بحال المؤمنين فقال:﴿ إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ ﴾ الآية.﴿ إِلاَّ ٱلْمَوْتَةَ ٱلأُولَىٰ ﴾ إستثناء منقطع أي لكن الموتة الأولى ذاقوها في الدنيا وفي ذلك تنبيه على ما أنعم به عليهم من الخلود السرمدي وتذكير لهم بمفارقة الدنيا الفانية إلى هذه الدار الباقية والضمير في يسرناه عائد على القرآن.﴿ بِلِسَانِكَ ﴾ أي بلغتك وهي لغة العرب.﴿ فَٱرْتَقِبْ ﴾ أي انتصر الذي وعدناك.﴿ إِنَّهُمْ مُّرْتَقِبُونَ ﴾ فيما يظنون الدوائر عليها وفيها وعدٌ له صلى الله عليه وسلم ووعيد لهم ومتاركة منسوخة بآية السيف.