﴿ بِمِثْلِ مَآ آمَنْتُمْ بِهِ ﴾ أي بمثل إيمانكم. وما: مصدرية. وبه: بدل من بمثل يفيد التوكيد.﴿ وَّإِن تَوَلَّوْاْ ﴾ أي أعرضوا عن الإِيمان.﴿ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ﴾ صار الشقاق ظرفاً لهم وهم مظروفون فيه مبالغة وإن كانت إنما للحصر فذلك أبلغ. والشقاق الخلاف والعداوة والمنازعة وهذا وعيد لهم.﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ ٱللَّهُ ﴾ أي يكفيك من شقاقهم وعداوتم بما حل بهم من القتل والسبي والنفي والجزية وتفريق كلمتهم.﴿ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ﴾ لأقوالهم.﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بنياتهم.﴿ صِبْغَةَ ٱللَّهِ ﴾ أي دين الله وكن عن الدين بالصبغة لظهور أثره على صاحبه ولزومه كظهور أثر الصبغ في الثوب ولزومه وانتصب انتصاب المصدر المؤكد لمضمون الجملة من قوله: قولوا آمنا، أي صبغنا الله بالإِيمان صبغته.﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ ﴾ استفهام. معناه: النفي أي لا أحد أحسن.﴿ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً ﴾ والتفصيل هنا باعتبار من يظن أن في صبغة غير الله حسناً وصبغة تمييز منقول من المبتدأ نحو زيد أحسن من عمرو وجها والتقدير ومن صبغته أحسن من صبغة الله كما يقدر وجه زيد أحسن من وجه عمرو وقل ما ذكر النحاة هذا التمييز المنقول من المبتدأ روي أن اليهود والنصارى حاجوا المسلمين. فقالوا: كان الأنبياء منا وعلى ديننا ونحن أبناء الله وأحباؤه وأهل الكتاب الأول وقبلتنا أقدم ولم تكن الأنبياء من العرب ولو كان نبياً لكان منا فنزلت. وقرىء ﴿ أَتُحَآجُّونَنَا ﴾ بنونين وبإِدغام نون الرفع في نون الضمير. والهمزة: للاستفهام ومعناه الانكار.﴿ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ﴾ جملة حالية أي كلنا مربوبون له تعالى فلا محاجة فيما شاء من أفعاله واختصاص بعض المربوبين بما خصه من الشرف والزلفى وهو المجازي على الأعمال.﴿ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴾ أي العمل لا نبتغي به غير وجهه تعالى وفيه تعريض لليهود والنصارى بالشرك الذي هم عليه.