﴿ فَٱذْكُرُونِيۤ ﴾ كما قيل في قوله: واذكروه كما هداكم أي لأجل هدايته إياكم. وقول الشاعر:* لا تشتم الناس كما لا تشتم * أي امتنع من شتم الناس لامتناع الناس من شتمك. لكن يخدش في هذا القول وجود الفاء في فاذكروني والأجود التعلق بقوله: ولا تم فيكون إتمام هذه النعمة الحادثة من الهداية لاستقبال قبلة الصلاة التي هي عمود الاسلام. وأفضل الأعمال وأدل الدلائل على الاستمساك بشريعة الاسلام بإِتمام النعمة السابقة بإِرسال الرسول المتصف بكونه منهم إلى سائر الأوصاف التي وصفه تعالى بها. والذكر يكون باللسان من التحميد والتمجيد والتسبيح وقراءة كتاب الله، ويكون بالقلب كالفكر في الدلائل الدالة على التكاليف والفكر في صفات الاله. وفي سائر مخلوقات الله. وذكره تعالى: إياهم، هو مجازاته على ذكرهم.﴿ وَٱشْكُرُواْ لِي ﴾ جاء تعدية بغير اللام. قال:* فهلا شكرت القوم إذ لم تقاتل * ﴿ وَلاَ تَكْفُرُونِ ﴾ أي ولا تكفروا نعمتي. والصبر: قصر النفس على المكاره والتكاليف الشاقة وهو أمر قلبي. والصلاة من ثمرته وهي من أشق التكاليف لتكررها.﴿ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ ﴾ بالمعونة والتأييد واندرج المصلون في الصابرين اندراج الفرع تحت الأصل قالوا لمن قتل في سبيل الله من أعظم نتائج الإِيمان والصبر. و ﴿ أَمْوَاتٌ ﴾ خبر مبتدأ محذوف. و ﴿ أَحْيَاءٌ ﴾ كذلك والتقدير هم أموات بل هم أحياء.﴿ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ ﴾ بأنهم أحياء والمراد بالحياة بقاء أرواحهم وليست فانية كما فنيت أجسادهم فنفي شعور المخاطبين بكيفية حياة المقتولين في سبيل الله. وفي هذه الآية ترغيب في الشهادة وتسلية لأقرباء الشهداء وإخوانهم المؤمنين.