﴿ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَاداً ﴾ لما قرر التوحيد بالدلائل الباهرة ذكر من لم يوفق فاتخذ انداداً ليظهر تفاوت ما بين العقلاء وغيرهم. ومن الناس: أي من أهل الكتاب وعبدة الأوثان من يتخذ من دون الله أي من غير الله أنداداً رؤساء وأصناماً.﴿ يُحِبُّونَهُمْ ﴾ أي يعظمونهم. وغلب العقلاء فلذلك جاء بمضيرهم.﴿ كَحُبِّ ٱللَّهِ ﴾ أي كحبكم. أو كحبهم أي كتعظيم الله تعالى. " وقدره " الزمخشري كما يحب الله على أنه مصدر مبني للمفعول وفي ذلك خلاف والأصح المنع. وقرىء: يحبونهم من حب يحب ومجيئه على يفعل شاذ.﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ ﴾ منهم أي من المتخذين الأنداد لأندادهم أي أطوع وأكثر امتثالاً لما أمر ونهى.﴿ وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ ﴾ قرىء بالتاء خطاباً للسامع وبالياء رداً. ففاعل يرى: مضمر. أي السامع. والمفعول: الذين ظلموا، أو يكون الفاعل الذين ظلموا والمفعول محذوف أي ما حل بهم وفي قراءة التاء لاستعظمت ما حل بهم. وقرىء أنّ أي لأن وبكسر الهمزة وفيها معنى التعليل. وقرىء يرون بفتح الياء وبضمها والذين ظلموا هم متخذوا الأنداد أو عام اندرجوا فيه. ويرى في ولو يرى بصرية كهي في يرون ودخلت إذ وهي ظرف ماض تقريباً للأمر وتصحيحاً لوقوعه كما وقع الماضي مكان المستقبل في قوله:﴿ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ ﴾[الأعراف: ٥٠] و " جميعاً " حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور والعامل فيها هو العامل في الضمير.﴿ إِذْ تَبَرَّأَ ﴾ بدل من إذ يرون. و ﴿ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ ﴾ هم رؤساؤهم. قرىء: اتبعوا الأول مبنياً للمفعول، والثاني مبنياً للفاعل. وقرىء بالعكس. وتبرؤ المتبوعين بالقول انهم لم يضلوا تابعيهم كقولهم: تبرأنا إليك، وتبرؤ المتبوعين بالقول انفصالهم عن متبوعهم والندم على عبادتهم.﴿ وَرَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ ﴾ معطوف على تبرأ أو الواو واو الحال ويسمى الكلام المسجوع ترصيعاً وهو في هاتين الجملتين.


الصفحة التالية
Icon