﴿ يَٰـأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ﴾ يشمل الموجودين ومن سيوجد، ولا يمنعه ورود أنه أينما وقع فمكي كما أن﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾مَدَني ﴿ ٱعْبُدُواْ ﴾ عَمَّ المُؤْمِنَ والكافر والمنافق لأن زيادة العبادة عبادة، فاشترك الكل فيها ﴿ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾ ما تقدمكم ذاتاً أو زماناً ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ أي: اعبدوه راجين دخولكم في المتقين الفائزين بكمال الفلاح أو " لعل " بمعنى كي، علة لخلق، دلت الآية على أنا لا نستحق بعبادته ثواباً، فإنه جعلها شكراً لنعمته، هو ﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَٰشاً ﴾ بساطاً بإخراج بعضها عن الماء، هذا لا ينافي كُرِّتَها الحسية. ﴿ وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً ﴾ قُبَّةً ﴿ وَأَنزَلَ مِنَ ﴾ جانب ﴿ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ ﴾ بيان لقوله ﴿ رِزْقاً ﴾ مرزوقا ﴿ لَّكُمْ ﴾ أو تبعيضية وهو حال ﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً ﴾ أمثالاً في عبادتكم إياها ﴿ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ أنها لا تماثله بوجه.


الصفحة التالية
Icon