﴿ وَعَلَّمَ ءَادَمَ ﴾ يِخَلْق عِلْمٍ ضَرُوريٌ فيه، أو ألقاه في رُوْعَهِ. والتعليم: فعل يترتب عليه العلم غالباً ﴿ ٱلأَسْمَآءَ ﴾ لفظاً ومعنّى وحقيقةً ومفرداً ومركباً كأصول العلوم، فإن الاسم باعتبار الاشتقاق علامة للشيء ودليله الذي يرفعه إلى الذهن ﴿ كُلَّهَا ﴾ حتى القَصْعَة والقُصَيْعِة بجميع اللغات، فعرف جميعها، فلما تفرق أَوْلادُهُ تكَلَّمَ كُلُّ قوم بلسان أحبوه وتناسوا غيره، ولا يرد أنا نعلم أن كل زمان بنوه يضعون أسامي لمعان، لإمكان أنه عملها آدم ثم ظهر في بعض الأزمنة من بعض أهله. أفهمت الآية أن تعلم اللغة خير من التخلي، للعبادة، وأن اللغات توقيفية، وأن علوم الملك وكماله يقبل الزيادة، وأن آدم أفضل منهم ولو من وجه ﴿ ثُمَّ عَرَضَهُمْ ﴾ أي: مسمياتها ﴿ عَلَى ٱلْمَلَٰئِكَةِ فَقَالَ ﴾ تَبْكَيتاً لهم ﴿ أَنْبِئُونِي ﴾ النبأ: خبر ذو فائدة عظيمة حصل علماً أو غلبة ظن ﴿ بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَٰدِقِينَ ﴾ في أنكُم أحِقاءُ بالخِلَافَة المفهوم ضمناً، فلا يرد أن الصدق ليس في الاستخبار ﴿ قَالُواْ ﴾ معتذرين ﴿ سُبْحَٰنَكَ ﴾ تنزيلها لك أن يخفى عليك شيء، وسَيُبَيَّنُ في الإسراء ﴿ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ ﴾ فيه تعريض بأنك عملته وما علمتنا ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ﴾ لا يخفي عليك شيء ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ المحكم لمبدعاته.