لمَّا بين أن له مُلك السموات والأرض وما فيهن، أخبرنا بأنه الحقيق بالحمد على خلقهن فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ ﴾: جمع السموات لاختلاف أشخاصها ذاتا وآثارا دون الأرض، وخصهما بالذكر لأنهما أعظم الخلق بالحِسّ.
﴿ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَ ﴾: عبّر بالجَعْل الذي فيه معنى التضمين أي كونه محصلا من آخر كأنه في ضِمْنه دون الخلق الذي فيه معنى التقدير بيانا لعدم قيامهما بأنفسهما ردّاً على الثنوية، وجمعهما لكثرة أسبابها كالليل والكسوف، ولكثرة الإجرام الحاملة لها، فإن كل جرم ذو ظل، وظله ظلمة، ولأن النور مصدر كما في المفصل، ولأن المراد بها: الضلال به الهدى وهي كثيرة ﴿ ثْمَّ ﴾ للاستبعاد.
﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ ﴾: أي: به.
﴿ يَعْدِلُونَ ﴾: غيره في العبادة.


الصفحة التالية
Icon