﴿ وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ ﴾ ما الحياةُ ﴿ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ * وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ ﴾: كوقوف العبد الجاني بين يدي سيده.
﴿ قَالَ ﴾: الله.
﴿ أَلَيْسَ هَـٰذَا ﴾: البعث.
﴿ بِٱلْحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ ﴾: البعث وما يتبعه.
﴿ حَتَّىٰ ﴾: غاية تكذيبهم ﴿ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ ﴾: أي: مقدمتها وهي الموت ﴿ بَغْتَةً ﴾: فجأة.
﴿ قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا ﴾: تعالي فهذا أوانك ﴿ عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا ﴾: تقصيرنا ﴿ فِيهَا ﴾ في الدنيا.
﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ ﴾: آثامهم ممثلة بأقبح صورة منتنة.
﴿ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ ﴾: ونسوقهم إلى النار.
﴿ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ ﴾: يحملون.
﴿ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ ﴾: ما يشغلك عما ينفعك إلى ما لا ينفعك.
﴿ وَلَهْوٌ ﴾: صرف النفس من الجد إلى الهزل يعني لا تعقب نفعا مثلهما.
﴿ وَ ﴾: الله.
﴿ لَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ﴾: للدوام لذاتها، وأما خيرتها لنحو المجانين والصبيان فالتبع ﴿ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: أنه كذلك.
﴿ قَدْ ﴾: في مثل ذلك لمجرد التحقيق ﴿ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَ ﴾: من التكذيب.
﴿ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ ﴾: حقيقةً ﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾: أي: لكنهم.
﴿ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ ﴾: هو كقولك لعبدك: ما أهانوك بل أهانوني، ومنه:﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ ﴾[الفتح: ١٠].
﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ﴾: فصبر حتى أتاك.
﴿ وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ ﴾: مواعيده فلا تستعجل، وأمَّا وعيده فيمكن تبديله بالعفو.
﴿ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن ﴾: بعض.
﴿ نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: كيف صبروا.
﴿ وَإِن كَانَ كَبُرَ ﴾: شقَّ.
﴿ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ﴾: عنك ﴿ فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ ﴾: تطلب.
﴿ نَفَقاً ﴾: منفذا.
﴿ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: تنفذ فيه.
﴿ أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ ﴾: تصعد به إليها.
﴿ فَتَأْتِيَهُمْ ﴾: من أحدهما ﴿ بِآيَةٍ ﴾: تلجئهم إلى الإيمان فافْعل، يعني: لا يغير حكمنا الأزلي فاصْبر ﴿ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ ﴾: بالحرص على ما لم نرد، وإنما خاطب نوحا بألين من هذا، وهو قوله:﴿ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ ﴾[هود: ٤٦] لوضوح عذره لأنه وعد إنجاء أهله، ونبينا عليه الصلاة والسلام علم أنَّ إيمانهم بمشيئة الله.
﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ ﴾ يجيب دعوتك.
﴿ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَ ﴾: لا من ختم على سمعه.
﴿ وَٱلْمَوْتَىٰ ﴾: مجاز عن الكفرة.
﴿ يَبْعَثُهُمُ ﴾: يجيبهم.
﴿ ٱللَّهُ ﴾: فيعلمهم حين لا ينفعهم.
﴿ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾: للجزاء.
﴿ وَقَالُواْ لَوْلاَ ﴾: هلَّا.
﴿ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ﴾: كملك يشهد له ﴿ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلٍ آيَةً ﴾: وفق طلبهم.
﴿ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أنَّ إجابته تضرهم لعدم نفعهم ولإهلكم بعدها كما هو سنة الله، لا يقالُ: فلكل نبي أن يجيب كذلك فلا يحتاج إلى معجزة، لأن هذا الجواب بعد ثبوت نبوته بمعجزة.


الصفحة التالية
Icon