﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَآئِيلَ ٱلْبَحْرَ ﴾: وأغرقنا أعداءهم ﴿ فَأَتَوْاْ ﴾: مَرُّوا ﴿ عَلَىٰ قَوْمٍ يَعْكُفُونَ ﴾: يقيمون.
﴿ عَلَىٰ ﴾: عبادة ﴿ أَصْنَامٍ لَّهُمْ ﴾: هم بقية المعتالقة التي أُمِر موسى بقتالهم ﴿ قَالُواْ يٰمُوسَىٰ ٱجْعَلْ لَّنَآ إِلَـٰهاً ﴾: مثالاً نعبده ﴿ كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ موسى.
﴿ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ﴾: عادلتم تجدد طريقة الجهل فيكم ﴿ إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ ﴾: العابدين.
﴿ مُتَبَّرٌ ﴾: هالك.
﴿ مَّا هُمْ فِيهِ ﴾: أي: دينهم ﴿ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ ﴾: أطلب لكم.
﴿ إِلَـٰهاً ﴾: معبوداً ﴿ وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ ﴾ ﴿ وَ ﴾: اذكروا.
﴿ إِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ ﴾: يبغونكم.
﴿ سُوۤءَ ﴾: شدة ﴿ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ﴾ للخدمة ﴿ وَفِي ذٰلِكُمْ ﴾: الإنجاء.
﴿ بَلاۤءٌ ﴾: نِقمة ﴿ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾: فُسِّر مرة ﴿ وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ﴾: مُضيَّ ﴿ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً ﴾: ذا القعدة لإرسال التوراة، فصام الشهر، واستاك في آخره فزال خلوفهُ ﴿ وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ ﴾: لذي الحجة ليصومه ويكون لفمه خلوف.
﴿ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ ﴾: بالغاً ﴿ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ﴾: أو الإنزال والتكليم كان في العشر، وذكر ﴿ فَتَمَّ ﴾، إلى آخره إما للتأكيد أو لرفع وهم كون العشر من الساعات أو كون العشر داخلة في الثلاثين كقوله في حَم:﴿ فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ﴾[فصلت: ١٠].
﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ لأَخِيهِ هَارُونَ ٱخْلُفْنِي ﴾: كن خليفتي ﴿ فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ ﴾: ارفق في حثهم على الطاعة ﴿ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ ٱلْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَآءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا ﴾: الذي وقتناه له وهو يوم عرفة.
﴿ وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾: واشتاق إلى لقائه.
﴿ قَالَ رَبِّ أَرِنِيۤ ﴾: نفسك بتمكيني من رؤيتك.
﴿ أَنظُرْ إِلَيْكَ ﴾: فيه دليل جواز رؤيته تعالى، لأن طلب المستحيل مُحالٌ من الأنبياء، لا سيما فيما يقتضي الجهل بالله تعالى، والجواب بأنه قال تبكيتاً لمن قال:﴿ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً ﴾[النساء: ١٥٣] خطأ إذ حينئذ كان واجباً عليه أن يجهلهم ولا يسيء الأدب، واعلم أن الرأي رسين العضو المخصوص ولا قوة فيه كما يظهر بأدنى نظر فيمكن أن يجعله الله مستعداً لرؤيته، فحينئذ فلا نزاع إذ المنكر ينكر رؤيته بهذه العين، فالصلح خير ﴿ قَالَ لَن تَرَانِي ﴾: أي: في الدنيا للحديث، وقد مرَّ بيانه في الأنعام.
﴿ وَلَـٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ﴾: مع شدته ﴿ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ ﴾: عند رؤيتي ﴿ فَسَوْفَ تَرَانِي ﴾: أفهم إمكانها لتعليقها على الاستقرار الممكن، وعلى فرض إحالته لأن جمع بين الحركة والسكون، وهو استقرار حال الدرك لا يضرنا إذ لا يدل على التعميم.
﴿ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ﴾: ظهر نوره له قدر نصف أنملة الخنصر.
﴿ جَعَلَهُ دَكّاً ﴾: مَدْكوكاً: مفتتاً، وبالمد أي: أرضاً مستوية.
﴿ وَخَرَّ ﴾: سقطَ ﴿ موسَىٰ صَعِقاً ﴾: مغشيَّاً عليه ﴿ فَلَمَّآ أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ ﴾: أُنزهك عمَّا لا يليق بك ﴿ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾: عن المسألة بلا إذن.
﴿ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾ من قومي، أو بأنك لَا تُرى في الدنيا ﴿ قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنِّي ٱصْطَفَيْتُكَ ﴾: اخترتك ﴿ عَلَى ٱلنَّاسِ ﴾: نَاس زمانك، وهارون ما كان كليماً ولا ذا شرع.
﴿ بِرِسَالاَتِي ﴾: وحيي ﴿ وَبِكَلاَمِي ﴾: بلا واسطة ﴿ فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ ﴾: من الرسالة.
﴿ وَكُنْ مِّنَ ٱلشَّاكِرِينَ ﴾: عليه وإعطاء يوم النحر ﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي ٱلأَلْوَاحِ ﴾: ألواح التوراة.
﴿ مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾: احتاجوا إليه في الدين.
﴿ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً ﴾: تبييناً.
﴿ لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾: من الأحكام وغيرها قائلين: ﴿ فَخُذْهَا ﴾: الألواح ﴿ بِقُوَّةٍ ﴾: وعزيمة.
﴿ وَأْمُرْ قَوْمَكَ ﴾: ندباً ﴿ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا ﴾: بأحسن ما فيها كالعفو والصبر أو مثل: الصيف أحر من الشتاء.
﴿ سَأُوْرِيكُمْ دَارَ ٱلْفَاسِقِينَ ﴾: بمصر لتعتبروا.
﴿ سَأَصْرِفُ ﴾: أَمنعُ عن فهم ﴿ عَنْ آيَاتِي ﴾: الآفاقية والأنفسية.
﴿ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: حال كونهم ﴿ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ ﴾: بخلاف تكبر المسلم على الكافر ﴿ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ ﴾: مُنزَّلة.
﴿ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا ﴾: عناداً.
﴿ وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ ﴾ الهدى ﴿ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ ﴾: الضلال ﴿ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذٰلِكَ ﴾: الصرف ﴿ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾: ما تدبروا فيها.