﴿ وَآخَرُونَ ﴾: منهم ﴿ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ ﴾: بتخلفهم عن تبوك بلا عُذْرٍ ﴿ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً ﴾: كالندم والاعتراف بالذنب ﴿ وَآخَرَ ﴾: أي: بعمل آخر.
﴿ سَيِّئاً ﴾: كتخلفهم، فهذا كبعث الشاء شاةً ودرهماً، أي: بدرهم، أو تدل على أن كلّاً منهما مخلوط بالآخر ﴿ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ﴾: يقبل توبتهم أتى بعسى ليأملوا ولا يتكلوا.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾: أي: المخلفين التأبين كأبي لُبَابة وأحزابه ﴿ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ ﴾: عن الذنوب.
﴿ وَتُزَكِّيهِمْ ﴾: تنمي حسناتهم.
﴿ بِهَا ﴾: فأخذ ثلثها وتصدق به.
﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾: ادع لهم.
﴿ إِنَّ صَلَٰوتَك سَكَنٌ ﴾: رحمة أو طمأنينة ﴿ لَّهُمْ ﴾ بقبول توبتهم ﴿ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ ﴾: لدعائك.
﴿ عَلِيمٌ ﴾: بأهله.
﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوۤاْ ﴾: استفهام للتحضيض ﴿ أَنَّ ٱللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ ﴾: يقبل.
﴿ ٱلصَّدَقَاتِ ﴾: بل تقع في بده قبل يد السائل.
﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ * وَقُلِ ٱعْمَلُواْ ﴾: ما شئتم أيُّها الحالفون ﴿ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾: بأن يطلعهم الله عليه ﴿ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: بالمجازاة ﴿ وَآخَرُونَ ﴾: من المتخلفين.
﴿ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ ﴾: لحكمه في شأنهم.
﴿ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ﴾: هم الثلاثة الذين خلفوا.
﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ ﴾: بأحوالهم.
﴿ حَكِيمٌ ﴾: فيما يفعل بهم.
﴿ وَ ﴾: منهم.
﴿ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ﴾ بنوا ﴿ مَسْجِداً ضِرَاراً ﴾: مُضارة لأهل قباءَ ﴿ وَكُفْراً ﴾: لتقويته.
﴿ وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ﴾: من مسجد قباء.
﴿ وَإِرْصَاداً ﴾: ترقباً.
﴿ لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ﴾: في بدر، هو أبو عامر الراهب، وفد بعد البدر إلى الشام ليأتي بجنود قصير وينوه له بأمره إرصاداً، لرجوعه.
﴿ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ ﴾: ما.
﴿ أَرَدْنَا ﴾: ببنائه.
﴿ إِلاَّ ﴾: الخصلة.
﴿ ٱلْحُسْنَىٰ ﴾: كالصلاة.
﴿ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾: في حلفهم ﴿ لاَ تَقُمْ ﴾: للصلاة ﴿ فِيهِ ﴾: في مسجدهم.
﴿ أَبَداً ﴾: فأمر بهدمه ثم صار مطرح الجيف ﴿ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾: من أيام وجوده ﴿ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ﴾: هو مسجد قباؤ كما في البخاري، ويؤيده نسقُ القصة وحديثٌ في ابن ماجه، أو مسجد المدينة كما في مسلم وغيره والتحقيق أن رواية نزولها في مسجد قباء لا يعارض تنصيصه -صلى الله عليه وسلم- أنه مسجد المدينة فإنها لا تدل على اختصاص أهل قباء بذلك.
﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ ﴾: بالجمع بين الاستجمار والماء في الاستنجاء كأهل قباء كما رواه ابن ماجه وغيره أو من المعاصي ﴿ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُطَّهِّرِينَ ﴾: ظاهراً وباطناً.