﴿ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ ﴾: نبين انتهاء حكْمهَا والتعبد بقراءتها أو كليهما، وأصله إزالة الصورة عن شيء وإثباتها في غيره.
﴿ أَوْ نُنسِهَا ﴾: نمحها عن القلوب سواء كان أمراً أو نهياً أو خبراً، ولا يعتبر فيه إزالة الحكم ولا إزالة معنى لفظ الخبر، ولَذَا ورد أنَّهُم ينسون سورة كبراءة ومن آياتها: " لو كان لابن آدم " الآية،: ﴿ نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا ﴾ أنفع للعباد.
﴿ أَوْ مِثْلِهَا ﴾: نفعا ولا دلالة في الآية على مَنْع النَّسْخَ بلا بدَلٍ، أو ببَدَلٍ أثقل، ولا مَنْع نَسْخٍ الكتاب بالسُّنَّةِ، إذْ قَد يكُوْن الأولان أصلح والسُّنّة من الله تعالى، ولا على حدوث القرآن لأنهما من عوارضِ الأُمُوْر المتعلقة بالمعنى القائم بالذات القديم، وقراءة: ننسخ من النسخ: أي: نأمر بنسخها، وقراءة نَنْسأْها: أي نؤخرها.
﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾: ومنه النسخ والإنساء.