٤٨; لِكَ }: الاقتصاص ﴿ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ ﴾: من الأحوال تنبيها لك ﴿ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً ﴾: قُرآناً مشتملاً على ذكر كل ما يحتاج إليه ﴿ مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ ﴾: عن العمل به.
﴿ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً ﴾: عقوبة ثقيلةً.
﴿ خَالِدِينَ فِيهِ ﴾: في الوزر.
﴿ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً ﴾: وزرهم.
﴿ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ ﴾: ثانيةً ﴿ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ ﴾: المشركين.
﴿ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً ﴾: زرق العيون مع سواد وجوههم، أو عُمياً، و عطاشاً فإن شدة العطش تجر إليها.
﴿ َتَخَافَتُونَ ﴾: يتشاورون.
﴿ بَيْنَهُمْ إِن ﴾: ما.
﴿ لَّبِثْتُمْ ﴾: في الدنيا لاستطالتهم مدة الآخرة أو في القبر.
﴿ إِلاَّ عَشْراً ﴾: من الليالي أو الأيام.
﴿ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً ﴾: رأيا فيه.
﴿ إِن ﴾: ما.
﴿ لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ﴾: حال.
﴿ ٱلْجِبَالِ ﴾: في القيامة.
﴿ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي ﴾: يطيرها بالرياح بعد أن يفتتها كالرمل.
﴿ نَسْفاً * فَيَذَرُهَا ﴾: نفسها أو مقارها ﴿ قَاعاً ﴾: مُنبسطا خالياً ﴿ صَفْصَفاً ﴾: مستويا.
﴿ لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً ﴾: مجازٌ عن الانخفاض، ومضى بيانه.
﴿ وَلاۤ أَمْتاً ﴾: نتواءاً ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: إذ نسفت.
﴿ يَتَّبِعُونَ ﴾: الخلق ﴿ ٱلدَّاعِيَ ﴾: إلى المحشر، هو إسرافيل يقول: هلُمَّوا إلى العرض على الرحمن.
﴿ لاَ عِوَجَ لَهُ ﴾: للداعي إلى جانب، بل يسمعُ الكلَّ ﴿ وَخَشَعَتِ ﴾: سكنَتْ ﴿ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ ﴾: لمهابته.
﴿ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً ﴾: هو صوت وطء أقدامهم إلى المحشر كصوت مشي الابل.
﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾: إذ خشعت.
﴿ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ ﴾: إلاَّ شفاعة ﴿ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾: فيها.
﴿ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ﴾: هو قول: لا إله إلاَّ الله ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ ﴾: أُمور آخرتهم ﴿ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾: أمور دنياهم.
﴿ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً * وَعَنَتِ ﴾: ذلت ﴿ ٱلْوُجُوهُ ﴾: وجوه الخلق ﴿ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ ﴾: خسر ﴿ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً ﴾: شِرْكًا ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً ﴾: زيادة على سيئاته.
﴿ وَلاَ هَضْماً ﴾: كسرا في حسناته.
﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الإنزال.
﴿ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا ﴾: كرَّرنا ﴿ فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾: المعاصي ﴿ أَوْ يُحْدِثُ ﴾: القرآن.
﴿ لَهُمْ ذِكْراً ﴾: عظة.
﴿ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ﴾: عما يُماثلهُ ﴿ ٱلْمَلِكُ ﴾: النافذُ الحكم ﴿ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت.
﴿ وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ ﴾: بقراءته ﴿ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ﴾: نهي عن مُساوقة جبريل في القراءة بعدما بيّن إنزاله استطرادًا ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾: بالقرآن ومعاينة بدلاً من العجلة به.
﴿ وَلَقَدْ عَهِدْنَآ إِلَىٰ ءَادَمَ ﴾: أي: أمرناه أن لا يقرب الشجرة ﴿ مِن قَبْلُ ﴾: قبل هذا الزمان.
﴿ فَنَسِيَ ﴾: يعني ترك العهد فلا يشكل بوصفه بالعصيان ﴿ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ﴾: تصميم رأْي وثبات حتى غفل عنه، يعني فلا تكن مثله فترجع إلى العجلة بالقرآن.
﴿ وَ ﴾: اذكر، لبيان نسيانه ﴿ إِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُوۤاْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ ﴾: عن السجود ﴿ فَقُلْنَا يآءَادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا ﴾: لا تكونا على وجه يخرجكما بغواتيه.
﴿ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ ﴾: فتتعب، خصَّه لأنه قيمها وتحصل معاشها عليه.
﴿ إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا ﴾: في الجنة ﴿ وَلاَ تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ ﴾: تعطش ﴿ فِيهَا وَلاَ تَضْحَىٰ ﴾: لا تصيبك الشمس وأذاها.
﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ قَالَ يٰآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ ﴾: أي: يخلد أكلها.
﴿ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَىٰ ﴾: لا يَزوُلُ ﴿ فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ ﴾: يلزقان ﴿ عَلَيْهِمَا ﴾: السواتين ﴿ مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ ﴾: فسر مرةً ﴿ وَعَصَىٰ ءَادَمُ رَبَّهُ ﴾: بأكلها.
﴿ فَغَوَىٰ ﴾: ضلَّ عن المأمور به، أو عن المطلوب حيث طلب الخلد بأكله ووصفه بها مع صغر الزلة كما مرَّ، لأنَّ خطر الخطير أخطر، ولا يجوز لنا إطلاق اسم العاصي عليه بهذا، كما بُيّن في موضعه ﴿ ثُمَّ ٱجْتَبَاهُ ﴾: قرَّبهُ ﴿ رَبُّهُ ﴾: بتوفيق توبته.
﴿ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾: قبل توبته ﴿ وَهَدَىٰ ﴾: إلى ثباته عليها ﴿ قَالَ ﴾: الله ﴿ ٱهْبِطَا ﴾: أي: آدم وحواء.
﴿ مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾: تجاذب المعاش ونحوه، وفُسِّر مرةً ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ﴾: كتاب أو رسول ﴿ فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ ﴾: في الدنيا ﴿ وَلاَ يَشْقَىٰ ﴾: في العقبى ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ﴾: اتباع.
﴿ ذِكْرِي ﴾: كتابي أو الهدى ﴿ فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ﴾: ضيّقا بتسليط الحرص عليه وقد يضيق بالكفر ويوسع بالإيمان يدل عليه: " ولَوْ أنَّ أهل القُرى-إلى آخره " وغيره أو هي حياة في المعصية أو عذاب القبر للكافر.
﴿ ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ أَعْمَىٰ ﴾: ببصره أو قبله، ويؤيدُ الأول: ﴿ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِيۤ أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ ﴾: الله: ﴿ كَذٰلِكَ ﴾: فعلت ﴿ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ﴾: تركتها بنحو عدم الإيمان.
﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الترك.
﴿ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ ﴾: تُتْرك على عماك التي كانت معك بعد الموت.
﴿ وَكَذٰلِكَ ﴾: الجزاء.
﴿ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ ﴾: في المعاصيْ ﴿ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَشَدُّ ﴾: من عذاب الدنيا.
﴿ وَأَبْقَىٰ * أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ ﴾: فاعله مت يُفسرهُ: ﴿ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ﴾: في مسيرهم إلى الشام ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ ﴾: العقول السليمة ﴿ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ﴾: بتأخير عذابهم إلى القيامة ﴿ لَكَانَ ﴾: عذابهم ﴿ لِزَاماً ﴾: لازما لهم، كمن قبلهم.
﴿ وَ ﴾: لولا ﴿ أَجَلٌ مُّسَمًّى ﴾: له لكان لزاما.
﴿ فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ ﴾: صلّ أو على ظاهره ملتبسا.
﴿ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ ﴾: الصبح.
﴿ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَآءِ ﴾: ساعات ﴿ ٱلْلَّيْلِ ﴾: صلاتي المغرب والعشاء والتهجد.
﴿ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ ٱلنَّهَارِ ﴾: الظهر لأنه نهاية النصف الأول وبداية الثاني، أو تطوعات النهار.
﴿ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴾: طعماً فيما يرضيك مني من المقام المحمود.
﴿ وَلاَ تَمُدَّنَّ ﴾: نظر.
﴿ عَيْنَيْكَ ﴾: ممتدا ﴿ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً ﴾: أصنافا.
﴿ مِّنْهُمْ ﴾: من الفكرة.
﴿ زَهْرَةَ ﴾: نُصِبَ ذَمًا أي: زينة.
﴿ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ ﴾: لنختبرهم.
﴿ فِيهِ ﴾: فيما متعنا.
﴿ وَرِزْقُ رَبِّكَ ﴾: في العقبى ﴿ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ * وَأْمُرْ أَهْلَكَ ﴾: آلَكَ أو أمتك.
﴿ بِٱلصَّلاَةِ ﴾: لئلا يلتفتوا إليهم ﴿ وَٱصْطَبِرْ ﴾: داوم ﴿ عَلَيْهَا ﴾: على الصلاة ﴿ لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً ﴾: بأن ترزق أحداً ﴿ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ﴾: فافرغ لعبادتنا ﴿ وَٱلْعَاقِبَةُ ﴾: المحمودة.
﴿ لِلتَّقْوَىٰ ﴾: لأهله وبعد ذلك كان عليه الصلاة والسلام إذا أصابه خصاصةٌ يأمرهم بالصلاةِ ﴿ وَقَالُواْ ﴾: المشركون ﴿ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ ﴾: تدل على صدقهِ ﴿ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ﴾: قرآن يبين.
﴿ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ ﴾: وهي مِنْ أُمِيّ إعجازٌ بيّنٌ ﴿ وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ ﴾: قبل محمد صلى الله عليه وسلّم ﴿ لَقَالُواْ ﴾: في القيامة: ﴿ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ ﴾: بعذاب الدنيا.
﴿ وَنَخْزَىٰ ﴾: بعذاب الآخرة.
﴿ قُلْ ﴾: كل منا ومنكم ﴿ مُّتَرَبِّصٌ ﴾: مترقب عاقبة أمر صاحبه فتربصوا ﴿ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ﴾: سالكو ﴿ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ ﴾: المستقيم ﴿ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ ﴾: وَصَل إلى الحق - واللهُ أعلمُ.


الصفحة التالية
Icon