﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ ﴾: هدى مثله، أفهم به عظمته.
﴿ مِن قَبْلُ ﴾: محمد أو بلوغه ﴿ وَكُنَّا بِهِ ﴾: بأنه أهل له.
﴿ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ ﴾: الصورة بلا روح.
﴿ أَنتُمْ لَهَا ﴾: على عبادتها ﴿ عَاكِفُونَ ﴾: مقيمون.
﴿ قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴾: فقلدناهم ﴿ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * قَالُوۤاْ ﴾: استبعادا لهذا: ﴿ اْ أَجِئْتَنَا بِٱلْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ ٱللاَّعِبِينَ * قَالَ ﴾: لا لعب.
﴿ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ٱلَّذِي فطَرَهُنَّ ﴾: اخترعهنَّ ﴿ وَأَنَاْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ ﴾: التوحيد.
﴿ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ ﴾: المتحققين.
﴿ وَتَٱللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ﴾: بكسرها ﴿ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ ﴾: عنها.
﴿ مُدْبِرِينَ ﴾: إلى عيدكم، قاله سرًّا فسمعه واحد وأفشاه فتولوا إلى عيدهم ﴿ فَجَعَلَهُمْ ﴾: الأصنام.
﴿ جُذَاذاً ﴾: مجذوذا مقطوعا.
﴿ إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ ﴾: من ذهب وعلق الفأس على عنقه.
﴿ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ ﴾: إلى كبيرهم.
﴿ يَرْجِعُونَ ﴾: فيعتقدونه كاسرهنَّ أو إلى إبراهيم فيبكتهم، فلما انصرفوا.
﴿ قَالُواْ مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَآ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلظَّالِمِينَ * قَالُواْ ﴾: هو الذي سمع مقالته: ﴿ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ ﴾: يعيبهم كما مرَّ ﴿ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾: يسمى به فهذا فعله ﴿ قَالُواْ فَأْتُواْ بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ ٱلنَّاسِ ﴾: بمرأى منهم ﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴾: عذابه أو عليه بفعله. فلما أتوا به ﴿ قَالُوۤاْ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يٰإِبْرَاهِيمُ * قَالَ ﴾: استهزاء أو تبكيتا أو إخبارا معلقا بالنطق، أو تم الخبر بقوله: ﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ ﴾: مبتدأٌ، خبرهُ ﴿ هَـٰذَا ﴾: ولا ينافي حديث كذبة الثلاثة إذ أراد أنَّ صُورته صورته ﴿ فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُواْ يِنْطِقُونَ * فَرَجَعُوۤاْ إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ ﴾: بالتفكر.
﴿ فَقَالُوۤاْ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّالِمُونَ ﴾: بعبادتهم ﴿ ثُمَّ نُكِسُواْ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ ﴾: اعوجُّوا بعدما استقاموا استعارة من المنتكس قائلين: ﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلاۤءِ يَنطِقُونَ ﴾: فكيف نسألهم.
﴿ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكُمْ شَيْئاً ﴾: إن عبدتمهو.
﴿ وَلاَ يَضُرُّكُمْ ﴾: إن تركتموه ﴿ أُفٍّ ﴾: نتناً وقبحاً ﴿ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: قبحه، فلما عجزوا عن جوابه ﴿ قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوۤاْ آلِهَتَكُمْ ﴾: بإهلاكه.
﴿ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴾: نصرتهم قاله رجل من الأكراد اسمه " هَيْزَن " وخسف به الأرض، فلما أوقدوا نارا لم ير مثلها ورموه فيها بالمنجنيق.
﴿ قُلْنَا يٰنَارُ كُونِي بَرْداً ﴾: فصارت باردة بالنسبة إليه مضيئة ﴿ وَسَلَٰماً ﴾: قيد به، وإلا لهلك ببردها.
﴿ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴾: قيد به، وإلا لما أحرقت نار بعدها، ثم مكث فيها خمسين يوما وهو ابن ست عشر، وما أحرقت إلا وثاقه، فإنه من السلام أيضاً.
﴿ وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ ﴾: فصار سعيهم برهانا على بطلانهم.
﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً ﴾: من العراق.
﴿ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا ﴾: ببعثه أكثر الأنبياء وكثرة الأشجار والأنهار فيها.
﴿ لِلْعَالَمِينَ ﴾: يعني الشام.
﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ﴾: عطيةً أو ولد ولدٍ أو زيادة على ما سأل ﴿ وَكُلاًّ ﴾: منهم.
﴿ جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴾: الكاملين في الصلاح ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ ﴾: الناس.
﴿ بِأَمْرِنَا ﴾: بديننا.
﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَاتِ ﴾: بأن يحثوا على فعلها.
﴿ وَإِقَامَ ﴾: إقامة.
﴿ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ وَكَانُواْ لَنَا عَابِدِينَ * وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً ﴾: نبوةً ﴿ وَعِلْماً ﴾: بما ينبغي للأنبياء.
﴿ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ ﴾: أي: أهلها.
﴿ ٱلْخَبَائِثَ ﴾: كاللّواطة والتضارط في مجالسهم.
﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُ ﴾: بإنجائه ﴿ فِي ﴾: أهل ﴿ رَحْمَتِنَآ إِنَّهُ مِنَ ٱلصَّالِحِينَ * و ﴾: اذكر.
﴿ وَنُوحاً إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ ﴾: قبل المذكورين بقوله:﴿ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ ﴾]سورة القمر: ١٠[ ﴿ فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ ﴾: أذى قومه، بالغرق ﴿ وَنَصَرْنَاهُ ﴾: جعلناه منتصراً ﴿ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * وَ ﴾: اذكر ﴿ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي ٱلْحَرْثِ ﴾: الزرع أو الكرم.
﴿ إِذْ نَفَشَتْ ﴾: رعت ليلاً بلا راع فيه ﴿ غَنَمُ ٱلْقَوْمِ ﴾: فأفسدته ﴿ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾: جمع باعتبارهما مع المتحاكمين ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا ﴾: الحكومة.
﴿ سُلَيْمَانَ ﴾: وهو ابن إحدى عشر سنة، فإنَّ داود حكم بالغنم لصاحب الكرم كحكم الحنفية في العبد الجاني أن يدفعه سيده بها أو يفديه، وسليمان بأن يدفع الكرم إلى صاحب الغنم ليقوم عليه حتى يعود كما كان، ودفع الغنم إلى صاحب الكرم ينتفع بها إلى يومئذ، ثم يأخذ كل منهما ماله كحكم الشافعي بغرم الحيلولة في مغصوب آبق، فرجع داود إليه، وهما حكما اجتهادا، أوحكمه في شرعنا ضمان المتلف بالليل لا النهار عند الشافعي لقصة ناقة البراء وعدم الضَّمان ألاَّ أن يكون معها حافظ لحديث" جُرْحُ العَجْمَاء جُبَار "أي: هدر ﴿ وَكُلاًّ ﴾: منهما ﴿ آتَيْنَا حُكْماً ﴾: نبوة.
﴿ وَعِلْماً ﴾: أفهم أن خطأ المجتهد لا يقدح فيه لا أن كل مجتهد مصيب لمنافاته مع فهمنا ﴿ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ ﴾: الله تعالى، معه لينشط كالحصى في كف نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
﴿ وَٱلطَّيْرَ ﴾: كذلك.
﴿ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾: لأمثاله، فلا بدع.
﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ ﴾: درع.
﴿ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ ﴾: تَقِيْكُم ﴿ مِّن بَأْسِكُمْ ﴾: حَرْبكم، قيل: كان لبوسهم صفائح، وهو حلقها وسَرْدها ﴿ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ ﴾: أي: اشكروا ذلك.
﴿ وَ ﴾: سخرنا.
﴿ وَلِسُلَيْمَانَ ٱلرِّيحَ ﴾: لاستخدامه، أتى هنا باللام وفي الأول مع لاشتراكهما هناك واختصاصه بالنفع هنا و ﴿ عَاصِفَةً ﴾: صفَة، شديدة الهبوب، من حيث السرعة، رخاء من حيث عدم الإزعاج، او كل منهما في وقت أراده فلا منافاة.
﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ ﴾: حاملة لبساط بسطه مائة فرسخ، أو فرسخ مع جنوده عليه مظللا بالطير ﴿ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي بَارَكْنَا ﴾: فيها للعاملين: الشام رواحاً بعدما سار منه بكرة.
﴿ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾: فنجزيه على الحكمة.
﴿ وَ ﴾: سخرنا ﴿ وَمِنَ ٱلشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ ﴾: ]ي البحر[ فيخرجون له نفائسه ﴿ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ﴾: سوى.
﴿ ذٰلِكَ ﴾: كمحاريب وتماثيل ﴿ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ ﴾: من أن يزيغوا عن أمره،


الصفحة التالية
Icon