﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ ﴾: يبالغ في دفع المشركين ﴿ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ ﴾: في أمانة الله ﴿ كَفُورٍ ﴾: لنعمه ﴿ أُذِنَ ﴾: رخص في القتال ﴿ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ ﴾: يريدون قتال المشركين ومجهولا ظاهر ﴿ بِأَنَّهُمْ ﴾: بسبب أنهم ﴿ ظُلِمُواْ ﴾: المشهور أنها أول آية في رخصتهم فيه، نسخت سبعا وسبعين آية في نهية، ويشكل بأنها مكية ﴿ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم ﴾: مكة ﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾: بلا استحقاق إخراجهم ﴿ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ﴾: مثل. ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم... إلى آخره. ﴿ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ﴾: بالجهاد ونحوه ﴿ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ ﴾: للرهبان ﴿ وَبِيَعٌ ﴾: للنصاري ﴿ وَصَلَوَاتٌ ﴾: كنائس اليهود معرب صلوثا بالمثلثة أي: المصلي بالعبرية ﴿ وَمَسَاجِدُ ﴾: للمسلمين ﴿ يُذْكَرُ فِيهَا ٱسمُ ٱللَّهِ كَثِيراً ﴾: أي: لولاه، لهدمت معابد كل الاأمم ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾: ينصر دينه ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ ﴾: على نصرهم ﴿ عَزِيزٌ ﴾: غالب ﴿ ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: البلاد ﴿ أَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ ﴾: دل على صحة أمر الخلفاء الأربعة، إذ لم يستجمع ذلك غيرهم من المهاجرين ﴿ وَلِلَّهِ ﴾: إليه ﴿ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ ﴾: مرجعها ﴿ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ * وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ ﴾: رسلهم ﴿ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ ﴾: غير النظم، لأنه ليس من القبط ﴿ فَأمْلَيْتُ ﴾: أمهلت ﴿ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾: إنكاري عليهم بإهلاكهم ﴿ فَكَأَيِّن ﴾: كثيرا ﴿ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا ﴾: بإهلاك أهلها ﴿ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ﴾: أي: أهلها ﴿ فَهِيَ خَاوِيَةٌ ﴾: خالية ﴿ عَلَىٰ ﴾: مع السلامة ﴿ عُرُوشِهَا ﴾: سقوفها، أو ساقطة عليها ﴿ وَ ﴾: من ﴿ بِئْرٍ ﴾: عامرة ﴿ مُّعَطَّلَةٍ ﴾: متروكة الاستسقاء لهلاك أهلها ﴿ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴾: رفيع أو مجصص محكم أخليناه ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: ليتفكروا فيما حل بالأمم ﴿ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ ﴾: ما يجب أن يعقل كالإيمان ﴿ أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾: ما يجب سماعه كالتذكير ﴿ فَإِنَّهَا ﴾: القصة ﴿ لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ ﴾: إذ لا خلل في مشاهدتهم ﴿ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ﴾: الصفة للتأكيد ونفي التجوز ﴿ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ ﴾: لعمى قلوبهم ﴿ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ ﴾: أي: في تأنيه وحِلْمه أو تمادي عذابه ﴿ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴾: أي: عندكم ﴿ وَكَأَيِّن ﴾: كثيرا ﴿ مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا ﴾: بالعذاب، فأمهل ولا أهمل ﴿ وَإِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ ﴾: فأجازي ﴿ قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّمَآ أَنَاْ لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾: خص الإنذار لأن مساق الكلام كان للمشاركين ﴿ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ ﴾: عن فرطاتهم، إذ هم مخلصوا الإيمان ﴿ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾: الجنة والكريم كل نوع جامع فضائله ﴿ وَٱلَّذِينَ سَعَوْاْ ﴾: بالتكذيب ﴿ فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ ﴾: ظانين أنهم يسبقونا ﴿ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ * وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ ﴾: بينا في مريم ﴿ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّىٰ ﴾: تلا ﴿ أَلْقَى ٱلشَّيْطَانُ فِيۤ أُمْنِيَّتِهِ ﴾: تلاوته، يشغله بخواطر دنيوية ليدخل عليه الوهم والنسيان فيما تلاه وبإدخال سوء التأويل والتحريف ونحوه على أفهام السامعين ﴿ فَيَنسَخُ ﴾: يبطل ﴿ ٱللَّهُ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ ﴾: بكشف لبسه ﴿ ثُمَّ يُحْكِمُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ ﴾: مراغمة له، كذا فسره الأكثرون أو الشيطان المشركون كانوا يلغون في القرآن لعلهم يغلبون كما سيأتي، فأبطل لغوهم وأثبت القرآن، وأما رواية أنه عليه الصلاة والسلام تلا: والنجم ووصل إلى " ومناة الثالثة الأخرى " فسبق لسانه بوسوسة الشيطان إلى قول تلك الغرانيق العلى، إن شفاعتهن لترتجى، ففرح المشركون وسجدوا معه، ثم نبهه جبريل ونزلت الآية، فمن وضع الزنادقة كما بينه أجله الأئمة، إن اتصل في بعض الروايات إلى ابن عباس فيرده:﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ ﴾]النجم: ٣[ وإنه يخل بالمنزل والمنزل غليه على أنه يروى على سبيل الشك ﴿ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾: فيما يفعله، تمكن الشيطان منه ﴿ * لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي ٱلشَّيْطَانُ فِتْنَةً ﴾: ضلالة ﴿ لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ ﴾: نفاق ﴿ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ﴾: المشركين ﴿ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ ﴾: الفريقين ﴿ لَفِي شِقَاقٍ ﴾: خلاف ﴿ بَعِيدٍ ﴾: عن الحق ﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ﴾: القرآن والتوحيد أي: ليزيد علمهم ﴿ أَنَّهُ ﴾: بأن القرآن ﴿ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ ﴾: حيث أحكمه ونسخ ملقى الشيطان ﴿ فَيُؤْمِنُواْ ﴾: فيزيد إيمانهم ﴿ بِهِ ﴾: بالقرآن ﴿ فَتُخْبِتَ ﴾: تخشع ﴿ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾: دينه، " ما يوصلهم إلى الحق، وهو الجنة ﴿ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرْيَةٍ ﴾: شك ﴿ مِّنْهُ ﴾: من القرآن بسبب هذا الإلقاء ﴿ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ ﴾: القيامة ﴿ بَغْتَةً ﴾: فجأة ﴿ أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴾: لا ينتجهم خيراً، كبدر أو القيامة ﴿ ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للَّهِ ﴾: بلا منازع ظاهر ﴿ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ﴾: بالمجازاة ﴿ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ * وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيٰتِنَا فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴾: أفهم بالفاء أن أعمالهم سبب عقابهم، والأول تفضُّلٌ ﴿ وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوۤاْ ﴾: فيها ﴿ أَوْ مَاتُواْ ﴾: بينا في آل عمران ﴿ لَيَرْزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزْقاً حَسَناً ﴾: الجنة ونعْمَتها ﴿ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَعَلِيمٌ ﴾: بهم ﴿ حَلِيمٌ ﴾: لا يعاجلهم بالعقوبة، الأمر ﴿ ذٰلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ﴾: بلا زيادة، سمي الأول عقابا ازدواجا ﴿ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ ﴾: بعقوبة أخرى ﴿ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ ﴾: فإنه مظلوم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾: للمنتصر حيث اتبع هواه في الانتقام وما عفى ﴿ ذٰلِكَ ﴾: النصر ﴿ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ ﴾: لتعديل أمور خلقه فكيف لا يعدل بينهم ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ ﴾: لأقوالهم ﴿ بَصِيرٌ ﴾: بأفعالهم فيجازيهم ﴿ ذٰلِكَ ﴾: الاختصاص بكمال القدرة والعلم ﴿ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ألوهيته ﴿ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ ٱلْبَاطِلُ ﴾: فلا قدرة له ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ ﴾: لا أعلى ولا أكبر منه