﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: بأن جعلهما من أسباب منافعكم ﴿ وَأَسْبَغَ ﴾: أتم، وقريء في الشَّاذة بإبدال السين صادا، وجوازه مطرود في اجتماعها مع غين أو خاء أو قاف، ولو بفاصلة كصلخ وصقر ﴿ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً ﴾: تعرفونها ﴿ وَبَاطِنَةً ﴾: لا تعرفونها أو محسوسة ومعقولة ﴿ وَ ﴾: مع هذا ﴿ مِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ﴾: دين ﴿ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى ﴾: من رسول ﴿ وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ ﴾: يضئ، بل بتقليد الجهلة ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَآءَنَا ﴾: وتتبعونهم ﴿ أَوَلَوْ كَانَ ٱلشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ ﴾: آبائهم ﴿ إِلَىٰ ﴾: موجبات ﴿ عَذَابِ ٱلسَّعِيرِ * وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ﴾: في عمله ﴿ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ ﴾: الحبل الأوثق الموصل إلى الله تعالى بلا انفصام ﴿ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأَمُورِ ﴾: مرجعها ﴿ وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤاْ ﴾: بالجزاء ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ﴾: فضلاً عن غيرها، فيجازي عليها ﴿ نُمَتِّعُهُمْ ﴾: في الدنيا ﴿ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ ﴾: نلجئهم في الآخرة ﴿ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾: ثقيل عليهم ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾: على تمام حجتي ﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾: أنه يلزمهم ﴿ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾: عن عبادتهم ﴿ ٱلْحَمِيدُ ﴾: المستحق للحمد وإن لم يحمد ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ ﴾: وحدها لإرادة تفصيل آحادها ﴿ أَقْلاَمٌ ﴾: لكتابة معلومات الله ﴿ وَٱلْبَحْرُ ﴾: المحيط بسعته مدادا ﴿ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ ﴾: بعد نفاده ﴿ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ﴾: والسبعة للكثرة أي: لو كُتبت بها معلوماته ﴿ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ ٱللَّهِ ﴾: وقد أفاد بجمع القلة انها لا تفي بقليلها، وبالغ في المداد لنفردها بالكتابة دون القلم ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ﴾: لا يعجزه شيء ﴿ حَكِيمٌ ﴾: في أفعاله ﴿ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾: كخلقها وبعثها ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾: بالكل لا يشغله إدراك بعض ع بعض، فكذا خلقه ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ ﴾: كما مر ﴿ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ ﴾: منهما ﴿ يَجْرِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾: القيامة، والفرق بين إلى واللام إفادة منتهى الجري، والغَرض منه ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * ذَلِكَ ﴾: الاختصاص بالقدرة التامة ﴿ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾: الثابت ﴿ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ﴾: هو ﴿ ٱلْبَاطِلُ ﴾: الزائل ﴿ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ﴾: شأنا ﴿ ٱلْكَبِيرُ ﴾: سلطانا ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ ﴾: مصحوبة ﴿ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ ﴾: أي: بسبب رحمته ﴿ لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ ﴾: على بلائه ﴿ شَكُورٍ ﴾: على نعمائه ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ ﴾: علاهم ﴿ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ ﴾: كما يظل من نحو الجبال ﴿ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ ﴾: عدل موحد، والباقي يجحدون الحق ﴿ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ ﴾: ومنها الإنجاء ﴿ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ ﴾: غدار ﴿ كَفُورٍ ﴾: للمنعم ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِي ﴾: لا يقضي ﴿ وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ ﴾: قاض ﴿ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً ﴾: أفهم بتغيير أنه أولى بأن لا يجزي عنه ﴿ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ ﴾: بالجزاء ﴿ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ﴾: برحمته الشيطان ﴿ ٱلْغَرُورُ ﴾: بترجيه عفوه ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ ﴾: فقط هذه الخمسة: ﴿ عِلْمُ ﴾: تعيين ﴿ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ ﴾: وقته ﴿ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ ﴾: ذكورة وأنوثة وغيرهما ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً ﴾: خيراً أو شراً، جعل لنا الدراية التي فيها معنى الحيلة ولجنابه تعالى العلم تفرقة بين العملين، وأفاد أم ما هو بحيلتنا لا نعرف عاقبته، فكيف بغيره ﴿ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ﴾: خص المكان ليعرف الزمان من باب أولى، لأن الأول في وسعنا بخلاف الثاني وَتَخْصيص الخمسة لسؤالهم عنها ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ ﴾: بالظواهر والبواطن، سبحانه وتعالى - واللهُ أعْلَمُ بالصَّوَاب.


الصفحة التالية
Icon