﴿ وَ ﴾: يقال للمجرمين ﴿ ٱمْتَازُواْ ﴾: انفردوا ﴿ ٱلْيَوْمَ ﴾: عن المؤمنين ﴿ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ * أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ ﴾: أوصيكم على لسان رسلي ﴿ يٰبَنِيۤ ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ﴾: تعيطوا ﴿ ٱلشَّيطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنِ ٱعْبُدُونِي ﴾: أطيعوني ﴿ هَـٰذَا ﴾: أي: عبادتي ﴿ صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ﴾: نكره تعظيما ﴿ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ ﴾: خلقا ﴿ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ ﴾: عدواته ﴿ هَـٰذِهِ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * ٱصْلَوْهَا ﴾: ادخلوها ﴿ ٱلْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾: روي أنه يخرج في القيامة من جهنم عنق ساطع مظلم فيقول: ألم أعهد - إلى: تكفرون ﴿ ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ ﴾: بعدما جحدوا ما في صحائفهم ﴿ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم ﴾: وغيرها ﴿ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾: من المعاصي ﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ ﴾: عفينا شقها فتعود ممسوحة ﴿ فَٱسْتَبَقُواْ ﴾: ابتدروا ﴿ ٱلصِّرَاطَ ﴾: تقديره: لو راموا الاستباق إلى طريقهم المعتاد ﴿ فَأَنَّىٰ ﴾: كيف ﴿ يُبْصِرُونَ ﴾: أي: لا يبصرونه فكيف بغيره ﴿ وَلَوْ نَشَآءُ لَمَسَخْنَاهُمْ ﴾: أي: صورة ﴿ عَلَىٰ مَكَـانَتِهِمْ ﴾: بحيث يجمدون فيها ﴿ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مُضِيّاً وَلاَ يَرْجِعُونَ ﴾: ولا رجوعا، حاصلة أنهم أحِقّاءُ بهذين، ولكن نمهلهم لحكمةٍ ﴿ وَمَن نُّعَمِّرْهُ ﴾: نطل عمره أو نبلغه إلى ثمانين ﴿ نُنَكِّـسْهُ ﴾: نقبله ﴿ فِي ٱلْخَلْقِ ﴾: بضعف قواه ﴿ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ ﴾: أن القادر عليه قادرٌ على البعث والطمس ونحوه ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ ﴾: أي: ما يصح الشعر له، وما ولد عبد المطلب ولدا إلا يشعر إلا إيّاهُ عليه الصلاة والسلام، وأما ما صدر عنه من نحو رجز فاتفاقي بلا قصد، على أن الخليل ما عد المشطور من الرجز شعراء، أو ما يصح ومن القرآن شعرا ﴿ إِنْ هُوَ ﴾: أي: ما القرآن الذي جاء به ﴿ إِلاَّ ذِكْرٌ ﴾: عظةٌ ﴿ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ ﴾: مظهرٌ للأحكام وغيرها ﴿ لِّيُنذِرَ ﴾: النبي به أو القرآن ﴿ مَن كَانَ حَيّاً ﴾: عاقلا، إذ الغافل كالميت ﴿ وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ ﴾: العذاب ﴿ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ﴾: المصرين على الكفر، أفهم بالمقابلة أنهم الموتى حقيقة ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ ﴾: استعارة من عدم المعين فيوافق حديث:" ما خَلَق [اللهُ] شيئاً بيده إلا ثلاثة ".. إلى آخره ﴿ أَنْعاماً ﴾: خصها لكثرة منافعها ﴿ فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ﴾: بالتصرف فيها ﴿ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ ﴾: سخرناها لهم ﴿ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ ﴾: مركوبهم ﴿ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ * وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ ﴾: كأصوافها وغيرها ﴿ وَمَشَارِبُ ﴾: من اللبن مكان، أو مصدر ﴿ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ ﴾: بعبادتنا ﴿ وَٱتَّخَذُواْ ﴾: مع مشاهدة هذه القدرة ﴿ مِن دُونِ ٱللَّهِ آلِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ﴾: بهم ﴿ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ ﴾: لآلهتهم ﴿ جُندٌ مُّحْضَرُونَ ﴾: يحرسونهم فالأمر بالعكس، وإذا كانوا مع الله تعالى كذلك ﴿ فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ﴾: بالطعن في دينك ﴿ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴾: فنجازيهم ﴿ أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ﴾: مني ﴿ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ﴾: بين الخصومة لا يتأمل في بدئه ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ﴾: أمرا عجيبا وهو قدرتنا على البعث ﴿ وَنَسِيَ خَلْقَهُ ﴾: ابتداء، هو أبي بن خلف، أخذ عظما رميما و ﴿ قَالَ ﴾: إنكارًا: ﴿ مَن يُحيِي ٱلْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ﴾: هو اسم البالي من العظام، ولذا لم يؤنث، وأفادت الآية حياة العظم ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا ٱلَّذِيۤ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾: فيعلم أجزاءه المفتتة ويجمعها ويحييها ﴿ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ ٱلشَّجَرِ ٱلأَخْضَرِ ﴾: كالمرخ والعفار الخضرواين، والأولى العليا، والثانية السفلى ﴿ نَاراً ﴾: مع تضاد الماء والنار، وفي كل شجرة نار إلا العناب ﴿ فَإِذَآ أَنتُم مِّنْه تُوقِدُونَ ﴾: لا تشكون في أنها نار فكيف لا يقدر على عَضَاضة غُصْن يابسٍ بلى ﴿ أَوَلَـيْسَ ٱلَذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاواتِ وَٱلأَرْضَ ﴾: مع عظمهما ﴿ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم ﴾: صغرا وحقارة أو في أصول الذات وصفاتها وهو الإعادة، فأجاب بنفسه: ﴿ بَلَىٰ ﴾: إذ جواب للعاقل سواه ﴿ وَهُوَ ٱلْخَلاَّقُ ﴾: لكل الخلائق ﴿ ٱلْعَلِيمُ ﴾: بالكل ﴿ إِنَّمَآ أَمْرُهُ ﴾: شأنه ﴿ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن ﴾: أي: تكونه ﴿ فَيَكُونُ ﴾: فهو يكون ونصبا عطفاً على ﴿ يَقُولَ ﴾: تمثيب لسرعة تأثير قدرته، كما مر ﴿ فَسُبْحَانَ ﴾: تنزيها عما ضربوا له ﴿ ٱلَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾: أي: مالك التصرف فيه، والتاء مزيدة للمبالغة ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: فيجازيكم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إن فضل يس على السور بهذه الآية. واللهُ أعْلّمُ.


الصفحة التالية
Icon