﴿ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ﴾: بالنبوة وغيرها ﴿ وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ ﴾: ظلم فرعون ﴿ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ ﴾: على القبط ﴿ وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ ﴾: البليغ البيان ﴿ وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ إِلْيَاسَ ﴾: ابن ياسين سبط هارون، وقيل: هو إدريس ﴿ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ ﴾: عذاب الله ﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلاً ﴾: تعبدون صنم أهل بك من الشام ﴿ وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ * ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴾: في النار ﴿ إِلاَّ ﴾: استثناء من الواو ﴿ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ﴾: لغة في إلياس كميكائيل، وميكال، أو المراد هو وأهله، جمع تغليبا كمهلبين للمهلب، وعلى قراءة آل مفصولا فالأظهر أن المراد إلياس، وأهله ﴿ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ لُوطاً لَّمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عَجُوزاً ﴾: امرأته ﴿ فِي ٱلْغَابِرِينَ ﴾: الباقين في العذاب ﴿ ثُمَّ دَمَّرْنَا ٱلآخَرِينَ ﴾: كما مر ﴿ وَإِنَّكُمْ ﴾: يا قريش ﴿ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ ﴾: على آثارهم في سفركم إلى الشام ﴿ مُّصْبِحِينَ ﴾: في الصباح ﴿ وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾: فتعتبرون ﴿ وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ ﴾: هرب بلا إذن ربه حين استبطأَ العذاب الذي وعد قومه ﴿ إِلَى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ ﴾: المملوء فركدت، فقيل هنا: عبد آبق تظهره القرعة ﴿ فَسَاهَمَ ﴾: قارع أهله ﴿ فَكَانَ ﴾: فصار ﴿ مِنَ ٱلْمُدْحَضِينَ ﴾: المغلوبين بالقرعة فقال: أنا الآبق ورمى بنفسه في الماء ﴿ فَٱلْتَقَمَهُ ﴾: ابتلعه ﴿ ٱلْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴾: نفسه بما فعل قائلاً: " لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين " وَمَكث أربعين يوما وقيل: غير ذلك وكان الحوت يسير من الفلك رافعا رأسه يتنفس فيه يونس ويسبح حتى انتهوا إلى البر ﴿ فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبِّحِينَ ﴾: بذلك ﴿ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ ﴾: ميتا أو حيا ﴿ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾: فيه حث على إكثار الذكر ﴿ فَنَبَذْنَاهُ ﴾: طرحناه من بطنه ﴿ بِٱلْعَرَآءِ ﴾: الأرض الخالية عن النبات ﴿ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴾: كطفل ولد ﴿ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴾: هو ما يبسط على وجه الأرض بلا ساق والمراد القرع، نبتَ بساق مُعجزةً له، وغطاه بأوراقه فمنع الذباب فإنه لا يقع عليها، وكانت وعلة تأتيه كل يوم مرتين لشرب لبنها حتى قوي ﴿ وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ ﴾: قومه الذي هرب عنهم ﴿ أَوْ يَزِيدُونَ ﴾: في تقديرهم، والمواد: الوصف بالكثرة كما مر ﴿ فَآمَنُواْ ﴾: عند معاينة العذاب كما مر في يونس ﴿ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴾: أجلهم ﴿ فَٱسْتَفْتِهِمْ ﴾: استخبر قريشا، عطف على مثله أول السورة ﴿ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ ﴾: إذ قالوا: الملائكة بنات الله حتى سألهم الصديق رضي الله تعالى عنه فمن أمهم ﴿ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ ﴾: كما مر في النحل ﴿ أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ ﴾: أنوثتهم، خصها بالمشاهدة لتشبههم بها، كأنهم شاهدوها ﴿ أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾: فيه ﴿ أَصْطَفَى ﴾: اختار ﴿ ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾: بهذا ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ * فَأْتُواْ بِكِتَابِكُمْ ﴾: المنزل عليكم بهذا ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ ﴾: تعالى ﴿ وَبَيْنَ ٱلْجِنَّةِ ﴾: الملائكة المجتنة من الخلق ﴿ نَسَباً ﴾: بالنبوة، وقيل: قالوا: صاهر الجن فخرج الملكُ ﴿ وَلَقَدْ عَلِمَتِ ٱلجِنَّةُ إِنَّهُمْ ﴾: أي: القائلون ﴿ لَمُحْضَرُونَ ﴾: في العذاب ﴿ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلاَّ ﴾: لكن ﴿ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ ﴾: ناجون منه ﴿ فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ﴾: من الأصنام ﴿ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ﴾: مفسدين أحدا بالإغواء ﴿ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ﴾: داخل ﴿ ٱلْجَحِيمِ ﴾: ويقول الملك خضوعا لله عز وجل ﴿ وَمَا مِنَّآ ﴾: أحد ﴿ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ ﴾: في السماء يبعد الله فيه، قاله جبريل لمحمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلصَّآفُّونَ ﴾: في مقام العبودية ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ ٱلْمُسَبِّحُونَ ﴾: الله تعالى عما لا يليق به ﴿ وَإِن ﴾: إنه ﴿ كَانُواْ ﴾: قريش ﴿ لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً ﴾: كتابا ﴿ مِّنَ ﴾: كتب ﴿ ٱلأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ * فَكَفَرُواْ بِهِ ﴾: بالِّكر القرآن لما جاءهم ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾: عاقبتهم ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا ﴾: بالنصر ﴿ لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: هي ﴿ إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ ﴾: عاقبة ولو في الآخرة ولم يقتل قط نبي أُمِر بالجهاد ﴿ فَتَوَلَّ ﴾: أعرض ﴿ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴾: ينصرك عليهم ﴿ وَأَبْصِرْهُمْ ﴾: حينئذ كيف يذلون ﴿ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾: عزك، فقالوا استهزاءً: متى هذا الوعد فنزل ﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ ﴾: أي: فنائهم هي كناية عم القوم ﴿ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ ﴾: استعير من الصباح الجيش المبيت لوقت نزول العذاب وسموا الغارة صباحا لكثرة وقوعها فيه ﴿ وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ﴾: كرره تأكيدا وتهديدا وطرح الضمير اختصارا واكتفاء بما سبق ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ ﴾: الإضافة لأن له العزة ولمن أعزه ﴿ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾: المشركون ﴿ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾: الذين سبقت الكلمة لهم ﴿ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾: على ما أنعم عليهم وعلى أممهم. عن علي رضي الله عنه: " من أحب أن يكتال بالمكيال الأ وفي من الأجر يوم القيامة فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه:﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾[الصافات: ١٨٠] إلى آخره السورة ". واللهُ أعْلَمُ.


الصفحة التالية
Icon