لمَّا قال:﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا ﴾[الصافات: ١٧١] إلى آخره، وهدد أعداءه، أقسم على وقوع الانتقام منهم كما انتقم ممن قبلهم فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * صۤ ﴾: كما مر ﴿ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ ﴾: البيان لكل شيء أو الشرف وجوابه أن الأمر ليس كما زعم قريش ﴿ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ ﴾: استكبار ﴿ وَشِقَاقٍ ﴾: خلاف عظيمين عن الحق ﴿ كَمْ ﴾: أي: كثيرا ﴿ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ ﴾: من المخالفين لأنبيائهم ﴿ فَنَادَواْ ﴾: استغاثة حينئذ ﴿ وَّلاَ ﴾: مشبهة بليس ﴿ تَ ﴾: زائدو مبالغة كثمة، أي ليس الحين ﴿ حِينَ مَنَاصٍ ﴾: مفر ﴿ وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ ﴾: من أنفسهم، هو محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ ﴾: أي: قالوا ﴿ هَـٰذَا سَاحِرٌ ﴾: في معجزاته ﴿ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً ﴾: بأمره بقول: لا إله إلا الله ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾: بليغ في العجب ﴿ وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ ﴾: الأشراف ﴿ مِنْهُمْ ﴾: من قريش بعدما أمرهم به قائلين بعضهم لبعض: ﴿ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ ﴾: عبادة ﴿ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا ﴾: الذي يدعيه من النبوة والترفع ﴿ لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴾: يريده كل أحد ولا يصل إليه ﴿ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا ﴾: المدعى ﴿ فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ ﴾: ملة عيسى إذ النصاري كانوا يثلثون ﴿ إِنْ ﴾: ما ﴿ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ ﴾: كذب ﴿ أَ ﴾: و ﴿ ءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ ﴾: الوحي ﴿ مِن بَيْنِنَا ﴾: وليس بأشرفنا ﴿ بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ﴾: القرآن أنه حق أم لا، فقولهم: إن هذا... إلى آخره تفوه بلا اعتقاد ﴿ بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ ﴾: بعد، فإذا ذاقوه زال شكهم ﴿ أَمْ ﴾: بل، أ ﴿ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ ﴾: من النبوة وغيرها فيردونها ممن شاءوا ﴿ أَمْ لَهُم مُّلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾: فإن كان كذلك ﴿ فَلْيَرْتَقُواْ ﴾: فليصعدوا ﴿ فِى ٱلأَسْبَابِ ﴾: الموصلة إلى السماء ليأتوا بالوحي إلى من شاءوا، هم ﴿ جُندٌ مَّا ﴾: صلة أي: حقير ﴿ هُنَالِكَ ﴾: في تكذيبهم لك ﴿ مَهْزُومٌ ﴾: مكسور عما قريب ﴿ مِّن ﴾: جنس ﴿ ٱلأَحَزَابِ ﴾: المتحزبين على الأنبياء فيهلكون كما أهلكوا ﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ ﴾: كان له أوتاد يعذب أو يلعب بها ﴿ وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ﴾: قوم شعيب كما مر ﴿ أُوْلَـٰئِكَ ﴾: هم ﴿ ٱلأَحْزَابُ ﴾: المذكورة ﴿ إِن ﴾: أي: ما ﴿ كُلٌّ ﴾: منهم ﴿ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ ﴾: إذ مكذب أحدهم كمكذب كلهم ﴿ فَحَقَّ ﴾: وجب ﴿ عِقَابِ ﴾: عليهم ﴿ وَمَا يَنظُرُ ﴾: ينتظر ﴿ هَـٰؤُلآءِ ﴾: الكفرة ﴿ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ﴾: نفخة الفزع ﴿ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴾: رجوع، أي: لاتثنى، أو بضم الفاء توقف قدر ما بين الحلبتين، وبفتحها الإفاقة ﴿ وَقَالُواْ ﴾: استهزاء يا ﴿ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا ﴾: قسطنا من العذاب أو صحيفة أعمالنا من قطه: قطعه ﴿ قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ * ٱصْبِر عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ ﴾: لهم ﴿ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا ٱلأَيْدِ ﴾: القوة في الطاعة، أي: قصته تعظيما للمعصية في نظرهم ﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾: رجاع إلى الله تعالى ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ ﴾: بتسبيحه ﴿ بِٱلْعَشِيِّ ﴾: وقت العشاء ﴿ وَٱلإِشْرَاقِ ﴾: وقت صلاة الضحى وهو أن تشرق الشمس أي: يتناهى ضوءها وشروقها طلوعها هذا بفهم مداومتهن عليه، والأول موافقتهن فيه ﴿ وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً ﴾: مجتمعه إليه من الجوانب ﴿ كُلٌّ ﴾: منها ﴿ لَّهُ أَوَّابٌ ﴾: رجاع إلى التسبيح بتسبيحه ﴿ وَشَدَدْنَا ﴾: قوينا ﴿ مُلْكَهُ ﴾: بالهيبة وكثرة الجنود ﴿ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ ﴾: النبوة ﴿ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ ﴾: البيان الشافي للمخاطب ﴿ وَهَلْ ﴾: استفهام تعجب مما بعده ﴿ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ﴾: تحاكم ﴿ ٱلْخَصْمِ ﴾: ملكين جاءا في صورة رجلين في غير يوم القضاء فمنعها الحرس ﴿ إِذْ تَسَوَّرُواْ ٱلْمِحْرَابَ ﴾: فصعدوا سور مسجده، جمع لأن الاثنين أقل الجمع ﴿ إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لاَ تَخَفْ ﴾: نحن ﴿ خَصْمَانِ بَغَىٰ ﴾: ظلم ﴿ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ ﴾: قالاه تعريضا له إذ كان ﴿ فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ﴾: أنثى الضأن، وقد يكنى بها عن المرأة ﴿ وَلِي نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا ﴾: ملكنيها أو اجعلها كفلي أي: نصيبي ﴿ وَعَزَّنِي ﴾: غَلبني ﴿ فِي ٱلْخِطَابِ ﴾: من خاطبنى في المرأة أي: خطبها على خطبتي وتزوج بها ﴿ قَالَ ﴾: داود: ﴿ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ ﴾: مضافةً ﴿ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ ﴾: الشركاء ﴿ لَيَبْغِيۤ ﴾: ليظلم ﴿ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا ﴾: صلة ﴿ هُمْ ﴾: فقالا: قضى على نفسه وصعدا إلى السماء ﴿ وَظَنَّ ﴾: علم ﴿ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ﴾: ابتليناه بمحبتها، وأما قصة أوريا فإفْكٌ، حكم عليٌّ رضي الله تعالى عنه على من حدث بها بمائة وستين جلدة. وغاية ما في الآية أنه صلى الله عليه وسلم وَدّ أن يكون له ما لغيره، وكان له أمثاله ﴿ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ﴾: أربعين يوما ﴿ وَخَرَّ رَاكِعاً ﴾: ساجدا أو مصليا ركعتي الاستغفار ﴿ وَأَنَابَ ﴾: رجع إلى الله تعالى ﴿ فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ ﴾: لقربه ﴿ وَحُسْنَ مَـآبٍ ﴾: مرجع ﴿ يٰدَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي ٱلأَرْضِ ﴾: على الملك ﴿ فَٱحْكُمْ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ ﴾: هوى النفس ﴿ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾: دلائله المنصوبة على الحق ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدُ بِمَا نَسُواْ ﴾: أي: بنسيانهم ﴿ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ ﴾: فلم يعلموا له


الصفحة التالية
Icon