﴿ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾: خلقا ﴿ بَاطِلاً ﴾: بل لحكم بالغة ﴿ ذَلِكَ ﴾: خلقهن باطلا ﴿ ظَنُّ ﴾: أي: مظنون ﴿ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾: أي: لهم ﴿ مِنَ ٱلنَّارِ * أَمْ ﴾: بل ﴿ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ ﴾: دينهم بالكفر ﴿ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ ﴾: من المؤمنين رد بقولهم نعطى في الآخرة مثل ما تعطون، هذا ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوۤاْ ﴾: ليتفكروا ﴿ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ ﴾: ليتعظ به ﴿ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ ﴾: ذوو العقول السليمة ﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ ٱلْعَبْدُ ﴾: سليمان ﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾: رجع إلى الله تعالى ﴿ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ ﴾: لأجل القراءة ﴿ بِٱلْعَشِيِّ ﴾: بعد الزوال ﴿ ٱلصَّافِنَاتُ ﴾: الخيول التي تقف علي ثلاثة قوائم وتقيم الأخرى على طرف الحافر ﴿ ٱلْجِيَادُ ﴾: المسرعات جرياً، جمع جواد أو جود، كانت ألفا فشغله عرضها عليه عن صلاة العصر ﴿ فَقَالَ إِنِّيۤ أَحْبَبْتُ ﴾: آثرت ﴿ حُبَّ ٱلْخَيْرِ ﴾: المال ﴿ عَن ﴾: على ﴿ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ ﴾: الشمس الدال عليها العشي ﴿ بِٱلْحِجَابِ ﴾: بحجابها، أي: غربت ﴿ رُدُّوهَا ﴾: أي: الصافنات ﴿ عَلَيَّ فَطَفِقَ ﴾: جعل يمسح بالسيف ﴿ مَسْحاً بِٱلسُّوقِ ﴾: جمع ساق ﴿ وَٱلأَعْنَاقِ ﴾: منها، وتصدق بلحمها فعوضه الله سبحانه بالريح أو كواها في الموضعين وسبلها كفارة ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا ﴾: ابتلينا ﴿ سُلَيْمَانَ ﴾: بنزع ملكه أياما بشؤم امرأته التي عبدت صنما في غيبته مع توابعها أربعين يوما بغير علمه إلا أنه أمر باتخاذه على صورة أبيها لتسكن إليه فأخبره آصف بذلك فكسره وضربها واستغفر وتضرع وخطيئته تغافله عن أهله ﴿ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ ﴾: ملكه ﴿ جَسَداً ﴾: أصله جسم بلا روح، والمراد جنيٌّ اسمه صخرٌ لأنه تمثل بما لم يكن كذلك، إذ جاء في صورته، وهو في الخلاء وأخذ خاتمه الذي فيه ملكه من يد أمينته فملك ونفذ حكمه في كل إلانسائه وتغير سليمان عن هيئته حتى أنها طردته حين طلب الخاتم منها وبقي يتكفف على البيوت أربعين يوما كفارة للأربعين الماضية، وكان يتضرع ويستغفر الله تعالى إلى أن طار الجني وقذف الخاتم في البحر فابتلعته سمكة فوقعت في يده، ووجد الخاتم فيها فخر ساجدا ﴿ ثُمَّ أَنَابَ ﴾: رجع إلى ملكه، وفسر الآية في الحديث بأنه قوله " لأطوفن بسبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله، وما استثنى، فطاف ولم تحمل إلَّا واحدة بشقّ ولد، ولو استثنى لجاهدوا فرسانا " ﴿ قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي ﴾: ذنبي ﴿ وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي ﴾: لا يكون ﴿ لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ ﴾: لتكون معجزة لي، أو لا يسلب عني بعد هذا السلب، أو هو ملك الآخرة، وقدم الاستغفار اهتماماً بالدين وتقديما للوسيلة ﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً ﴾: لينة بلا تزعزع ﴿ حَيْثُ أَصَابَ ﴾: أي: قصد ﴿ وَ ﴾: سخرنا له ﴿ ٱلشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّآءٍ ﴾: للمحاريب ﴿ وَغَوَّاصٍ ﴾: لاستخراج اللآليء ﴿ وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ ﴾: مشدودين ﴿ فِي ٱلأَصْفَادِ ﴾: القيود، قائلين: ﴿ هَـٰذَا ﴾: الملك ﴿ عَطَآؤُنَا فَٱمْنُنْ ﴾: أعط ﴿ أَوْ أَمْسِكْ ﴾: امنع من شئت ﴿ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾: عليك فيهما ﴿ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ ﴾: قربة عظيمة ﴿ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾: الجنة ﴿ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ ﴾: بن عِيْص بن رَعْويل بن عيصو بن إسحاق ﴿ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي ﴾: بأني ﴿ مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ ﴾: بتعب ﴿ وَعَذَابٍ ﴾: نسبه إليه أدبا، ابتلى ثماني عشر سنة بما له وولده وجسده ولم يبق منه سليم إلا لسانه وقلبه، فألقوة في مزبلة وما بقي معه إلا امرأته ليا بنت يعقوب، او رحمة بنت إفرائيم بن يوسف فقيل له: ﴿ ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ ﴾: الأرض فضرب فنبعث فقيل له ﴿ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾: فاغتسل وشرب فبرئ ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ ﴾: كما مر ﴿ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ ﴾: عظة ﴿ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ﴾: ليصبروا ﴿ وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً ﴾: صغير حزمة الحشيش ﴿ فَٱضْرِب بِّهِ ﴾: امرأتك إذ حلف ليضربنها مائة ضربة لإبطائها عليه يوما، وهذا الحكم باق ﴿ وَلاَ تَحْنَثْ ﴾: بترك ضربها ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً ﴾: وشكواه إلى الله تعالى لا تقدح فيه فإنها إما من وسوسة الشيطان أو كقول يعقوب: " إنما اشكوا بثي " إلى آخره مع قوله: " فصبر جميل " ﴿ نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ ﴾: هو ﴿ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾: مقبل بكليته إلينا ﴿ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي ﴾: القوة في الطاعة ﴿ وَٱلأَبْصَارِ ﴾: البصائر في الحقائق ﴿ إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ ﴾: جعلناهم خالصين لنا ﴿ بِخَالِصَةٍ ﴾: من الخصال هي ﴿ ذِكْرَى ﴾: تذكر ﴿ ٱلدَّارِ ﴾: الآخرة بالعمل لها وبالإضافة بمعنى الخلوص وفي الخبر: " أن الخالصة كتب منزلة فيها ذكرى الدار "، وأفاد بالإطلاق أنها الدار الحقيقية والدنيا معبر ﴿ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ﴾: المختارين من الخلق ﴿ ٱلأَخْيَارِ ﴾: جمع خير أو خير ﴿ وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ ﴾: ابن أخطوب كان خليفة إلياس ثم بعث ﴿ وَذَا ٱلْكِفْلِ ﴾: ابن عنه أو بشر بن أيوم كما مر ﴿ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ * هَـٰذَا ﴾: المذمور ﴿ ذِكْرٌ ﴾: شرف لهم ﴿ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ ﴾: أبوابها ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴾: مرسر الاقتصاد عليها ﴿ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ ﴾: على أزواجهن ﴿ أَتْرَابٌ ﴾: لدات لهم أو متساويات الأعمار، بنات ثلاث وثلاثين ﴿ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ﴾: لأجل يوم ﴿ ٱلْحِسَابِ ﴾: فإن الحساب علة الوصول ﴿ إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا ﴾: رزقناهم ﴿ مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴾: انقطاع الأمر


الصفحة التالية
Icon