﴿ ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ ﴾: إبطال ﴿ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ ﴾: حجة ﴿ أَتَاهُمْ كَبُرَ ﴾: جدالهم ﴿ مَقْتاً ﴾: بغضا ﴿ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ ﴾: الطبع ﴿ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾: فلا يفقه الرشاد ﴿ وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً ﴾: قصرا عاليا ظاهرا ﴿ لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ ﴾: الطرق ﴿ أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ﴾: أطلق فأوضح تفخيما وتشريفا ﴿ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ ﴾: قيل: لعل مراده رصد الكواكب لينظر هل في أحوال الكواكب ما يدل على إرسال رسول ﴿ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً ﴾: في رسالته ﴿ وَكَـذَلِكَ ﴾: التزيين ﴿ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ ﴾: سبيل الرشاد ﴿ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ ﴾: خسار ﴿ وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ ﴾: الواصل إلى المطلوب ﴿ يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ ﴾: تمتع قَليل فَانٍ ﴿ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ * مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا ﴾: أفاد أن الجنايات تقوم بمثلها ﴿ وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾: أي: بلا موازنه بالعمل بل بفضل الله، وأما قوله تعالى:﴿ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾[الأنعام: ١٦٠] فلبيان منع النقصان والمثلية ﴿ وَيٰقَوْمِ ﴾: ترك العطف في النداء الثاني لأنه تفصيل لإجمال الأول، وهنا عطف لأنه ليس بتلك المثابة ﴿ مَا لِيۤ أَدْعُوكُـمْ إِلَى ﴾: سبب ﴿ ٱلنَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ﴾: سبب ﴿ ٱلنَّارِ * تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ ﴾: أي: بإلهيته ﴿ عِلْمٌ ﴾: حجة، أو أراد نفي المعلوم، وأفاد أن الاعتقاد لا يصح إلا بحجة ﴿ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ ﴾: أي: في انتقامه من أعدائه ﴿ ٱلْغَفَّارِ ﴾: لأوليائه ﴿ لاَ ﴾: رد لقولهم ﴿ جَرَمَ ﴾: حق وثبت ﴿ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ ﴾: باطل ﴿ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ ﴾: إلى عبادته أو استجابتها ﴿ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ ﴾: كما هو، شأن الإله ﴿ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ ﴾: مرجعنا ﴿ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ ﴾: الكافرين ﴿ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ ﴾: ثم لما أوعدوه بتعذيبه قال: ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ ﴾: إذا عاينتم العذاب ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ * فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ ﴾: أنجاه مع موسى ﴿ وَحَاقَ ﴾: نزل ﴿ بِآلِ فِرْعَوْنَ ﴾: كما مر ﴿ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ ﴾: الغرق، ثم ﴿ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً ﴾: صباحا ﴿ وَعَشِيّاً ﴾: مساء في القبر كما في الصحيحين، قال الحسن: وكذا أرواح جميع أهل النار، لكن لهم مزيد ألم، وكذا أرواح المؤمنين يغدى بها ويراح على أرزتقها في الجنة، غير أم لأرواح الشهداء من السرور ما ليس لغيرهم، وروى ابن مسعود: " أن أرواحهم في جوف طير سود تعرض عليها فيها، وقيل: أي: تتجدد جلودهم فيها بهذه المقادير من ساعات الدنيا، وأفادت الآية بقاء النفس وعذاب القبر ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ ﴾: يقال ﴿ أَدْخِلُوۤاْ ﴾: يا ﴿ آلَ فِرْعَوْنَ ﴾: وبالقطع أمر للملائكة ﴿ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ * وَ ﴾: اذكر ﴿ إِذْ يَتَحَآجُّونَ ﴾: يتخاصم الكفار ﴿ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً ﴾: جمع تابع ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ ﴾: دافعون ﴿ عَنَّا نَصِيباً ﴾: جزاء ﴿ مِّنَ ٱلنَّارِ * قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ ﴾: فكيف ندفعه ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ ﴾: فأعطي كلاما يستحقه ﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ﴾: أظهرها تهويلا ﴿ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً ﴾: قدر يوم شيئا ﴿ مِّنَ ٱلْعَذَابِ * قَالُوۤاْ ﴾: أ كنتم غافلين عنه ﴿ وَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾: من المعجزات ﴿ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ ﴾: يأسا ﴿ فَٱدْعُواْ ﴾: أنتم فإنا لا ندعوا لكم ﴿ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ ﴾: أي: ضياع بلا نفع ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: بالانتقام من أعدائهم ﴿ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ﴾: الملائكة ﴿ ٱلأَشْهَادُ ﴾: فيشهدون للرسل على الكفار ﴿ يَوْمَ لاَ يَنفَعُ ٱلظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ ٱلْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوۤءُ ٱلدَّارِ ﴾: جهنم