لَمَّا أوعدهم بالعذاب أكَد وقوعه بالقسم فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * وَٱلطُّورِ ﴾: طور سيناء، أو جبل كلم فيه موسى، أو أرسل فيه عيسى ﴿ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ ﴾: القرآن أو الكتاب السماوي، والسَّطْر ترتيب الحروف المكتوبة ﴿ فِي رَقٍّ ﴾: صحيفة ﴿ مَّنْشُورٍ ﴾: وأصله جلد يكتب فيه ﴿ وَٱلْبَيْتِ ﴾: الكعبة ﴿ ٱلْمَعْمُورِ ﴾: بالحجاج أوبيت في السماء يسامتها يزوره في كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا ﴿ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ ﴾: السماء أو العرش ﴿ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ ﴾: الموقد في القيامة، أو المملوء أو هو المحيط، وعن علي رضي الله تعالى عنه أنه بحر الحيوان، وهو بحر تحت العرش كما بين سبع سماوات إلى سبع أرضين، فيه ماء غليظ بمطر العباد منه بعد النفخة الأولى أربعين صباحا، فينبتون في قبورهم ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾: على الكفار ﴿ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ * يَوْمَ تَمُورُ ﴾: تضطرب ﴿ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً ﴾: حين تنشقق ﴿ وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً ﴾: فتصير هباء ﴿ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴾: رسلنا، أفهم أمان أهل الإيمان يومئذ منه ﴿ ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ ﴾: في الباطل ﴿ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعُّونَ ﴾: يدفعون بعنف ﴿ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ﴾: الجميع بينه وبين " يسحبون " إلى آخره اختلاف الوقتين، يقال لهم: ﴿ هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا ﴾: النار التي هي مصداق ما أوعدنا ﴿ أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ ﴾: هذا بإزاء قولهم:﴿ إِنَّمَا سُكِّرَتْ ﴾[الحجر: ١٥] إلى آخره وتذكير هذا المعنى المصداق ﴿ ٱصْلَوْهَا ﴾: ادخلوها ﴿ فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ ﴾: الأمران ﴿ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ ﴾: جزاء ﴿ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ﴾: تكريما وتعظيما ﴿ فَاكِهِينَ ﴾: متلذذين ﴿ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَ ﴾: قد ﴿ وَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ ﴾ يقال لهم: ﴿ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً ﴾: متهنين بلا تنغيص ﴿ بِمَا ﴾: أي: بسبب ما ﴿ كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: أشار بترك المفعول إلى كثرة أنواعهما ﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ ﴾: بعضها إلى جنب بعض ﴿ وَزَوَّجْنَاهُم ﴾: قرناهم ﴿ بِحُورٍ عِينٍ ﴾: عظام الأعين، كما مرَّ ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ ﴾: عظيم، أو أقل ما ينطق عليه الاسم ﴿ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ﴾: المذكورة في الجنة، أو في درجتهم وإن قل عملهم ﴿ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ ﴾: نقصانهم ﴿ مِّنْ ﴾: ثواب ﴿ عَمَلِهِم ﴾: بهذا الإلحاق ﴿ مِّن ﴾: صلة ﴿ شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ ﴾: نفسه مرهونة عند الله تعالى إن أحسن فقد فكها، وإلا فأهلكها، وقيل: المراد به الكافر لقوله: ﴿ وَأَمْدَدْنَاهُم ﴾ [المدثر: ] زدناهم وقتا بعد وقت ﴿ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ * يَتَنَازَعُونَ ﴾: يتجاذبون ملاعبة ﴿ فِيهَا ﴾: في الجنة ﴿ كَأْساً ﴾: خمرا ﴿ لاَّ لَغْوٌ ﴾: من الكلام ﴿ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ ﴾: إيقاع في الإثم كخمر الدنيا ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ ﴾: بالكأس أو للخدمة ﴿ غِلْمَانٌ ﴾: مماليك ﴿ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ ﴾: مَصون في الصدق لصفائهم وفضل المخدوم عليهم كفضل البدر على سائر الكواكب ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ ﴾: عن أحالهم الماضية ﴿ قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ ﴾: خائفين من عذاب الله تعالى ﴿ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا ﴾: برحمته ﴿ وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ ﴾: النار النافذة المسام.


الصفحة التالية
Icon