﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ ﴾: بأنهم بنات الله ﴿ وَمَا لَهُم بِهِ ﴾: بقولهم ﴿ مِنْ عِلْمٍ إِن ﴾: ما ﴿ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي ﴾: لا ينفع ﴿ مِنَ ٱلْحَقِّ ﴾: وهو المعارف اليقينة ﴿ شَيْئاً ﴾: والظن إنما يعتبر فيما يتعلق بالعمل، وقيل: الظن المغني، ظن حصل من النظر ﴿ فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا ﴾: ولم يتدبر فيه ﴿ وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا ﴾ العاجلة ﴿ ذَلِكَ ﴾: أمر الدنيا ﴿ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ ﴾: لا يتجاوزونه ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ ﴾: فلا تتعب ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ ﴾: أي: خلقهما ﴿ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى ﴾: من المثوبات هم ﴿ ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ ﴾: ما فيه وعيد شديد ﴿ وَٱلْفَوَاحِشَ ﴾: منها خصوصا ﴿ إِلاَّ ﴾: لكن ﴿ ٱللَّمَمَ ﴾: الصغير كما دون الزنا، نحو القبلة، فتغفر باحتناب الكبائر، وأصله مُقاربة المعصية ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ ﴾: يغفر اللَّمَم وغيره فلا ييأس صاحب الكبائر ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ ﴾: منكم ﴿ إِذْ أَنشَأَكُمْ ﴾: أي: آدم ﴿ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ ﴾: جمع جنين ﴿ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوۤاْ ﴾: تمدحوا ﴿ أَنفُسَكُمْ ﴾: إعجابا وجاز اعترافا بنعمته ﴿ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ ﴾: وقد ورد أنه يقال في المدح: أحسبه كذا والله حسيبه ﴿ أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ ﴾: عن الإيمان كوليد بن المغيرة، آمن فعيره مشرك فقال: أخشى عذاب الله فقال: أنا أتحمله إن أعطيتني كذا وكذا، فارتد ﴿ وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً ﴾: مما وعد ﴿ وَأَكْدَىٰ ﴾: منع عن الباقي ﴿ أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴾: يعلم أنه يتحمل عذابه؟ ﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴾: ولأشر صفحِه قدمها على ﴿ وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ ﴾: تمم ما أُمر به، خصَّه به لاحتماله ما لم يتحمله غيره كالنار والذبح وغيره.