﴿ أَلَمْ يَأْنِ ﴾: ما حَان ﴿ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ ﴾: مطلقاً ﴿ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلْحَقِّ ﴾: القرآن، أي: عند سماعهما ﴿ وَلاَ يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلُ ﴾: أي: أهل الكتابين ﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ ﴾: الأمر أو زمن العمر ﴿ فَقَسَتْ ﴾: صلبت ﴿ قُلُوبُهُمْ ﴾: بالميل إلى الدنيا ﴿ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ يُحْيِـي ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾: فلا تيأسوا من أن تلين قلوبكم بالطاعة ﴿ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ ﴾: المتصدقين ﴿ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ ﴾: الذين ﴿ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً ﴾: لوجهه ﴿ يُضَاعَفُ لَهُمْ ﴾: ثوابه ﴿ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾: حسن ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ ﴾: أي: هم بمنزلتهما ﴿ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾: وفي الحديث:" مؤمنو أمتي شهداء "﴿ لَهُمْ أَجْرُهُمْ ﴾: أجر الفريقين ﴿ وَنُورُهُمْ ﴾: نور الفريقين، ولكن بلا تضعيف للتفاوت ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ ﴾: دل على خلودهم ﴿ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا ﴾: مما لا يتوصل به إلى النجاة ﴿ لَعِبٌ ﴾: أمر خيالي كلعب الصبي بلا فائدة ﴿ وَلَهْوٌ ﴾: يلهون به عما ينفع ﴿ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ ﴾: بالأنساب ﴿ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ ﴾: مباهاة، هي في سرعة زوالها ﴿ كَمَثَلِ غَيْثٍ ﴾ مطر ﴿ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ ﴾: الحُرَّاثَ ﴿ نَبَاتُهُ ﴾: أو الكافر بالله تعالى لأنه أشد إعجابا بزينتها والمؤمن ينتقل فكره منها إلى قدرة صانعها ﴿ ثُمَّ يَهِيجُ ﴾: ييبس بعاهة ﴿ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً ﴾: فتاتا يابسا ﴿ وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ ﴾: فاطلبوا خيرهما ﴿ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ ﴾: أي: متاع يُغَرُّ به المشتري فيشتريه ثم يتبين فساده، وما معه إلا الندم ﴿ سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ ﴾: موجبات ﴿ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ ﴾: أي: لكل مطيع جنة بهذه الصفة، وسبق الكلام فيه في آل عمران، ولا استبعاد في أن يكون المخلوق فوق الشيء أعظم منه، إذا العرش أعظم المخلوقات، وهو فوق السماء السابعة ﴿ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾: أفهم أن مجرد الإيمان يوجبها ﴿ ذَلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ﴾: بلا وجوب عليه ﴿ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴾: فلا يعبد ذلك عنه ﴿ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ ﴾: كجدب ﴿ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ ﴾: كمرض ﴿ إِلاَّ ﴾: مسطورة ﴿ فِي كِتَٰبٍ ﴾: أي: اللوح ﴿ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ ﴾: نخلقها ﴿ إِنَّ ذَٰلِكَ ﴾: الكتاب ﴿ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ ﴾: ذلك الكتاب ﴿ لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ ﴾: تحزنوا ﴿ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ ﴾: حزن جزع ﴿ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ ﴾: فرح بطر، بل شكرا، في الحديث:" من عرف سر الله تعالى في القدر هانت عليه المصائب "﴿ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ ﴾: متكبر ﴿ فَخُورٍ ﴾: على الناس بما أوتي ﴿ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ ﴾: لأنهم القدوة فيه ﴿ وَمَن يَتَوَلَّ ﴾: عن الطاعة ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ﴾: عنها ﴿ ٱلْحَمِيدُ ﴾: في ذاته وإن لم يشكره ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ ﴾: من المعجزات ﴿ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ﴾: جنسه ﴿ وَٱلْمِيزَانَ ﴾: العدل أو ميزان نوح ﴿ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ ﴾: بالعدل ﴿ وَأَنزَلْنَا ﴾: أنشأنا ﴿ ٱلْحَدِيدَ ﴾: الذي يدفع ما لا ينبغي نزل مع آدم الحجر الأسود وعصا موسى والسندان، والكلبتان والمطرقة، وروي أنا لحديد نزل يوم الثلاثاء، ولذا نهئ عن الفصد والحجامة فيه، وفي الحديث:" أن فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم "﴿ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ ﴾: يقاتل به ﴿ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾: في الصنائع والآلات ﴿ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ﴾: مشاهدة ﴿ مَن يَنصُرُهُ ﴾: ينصر دينه ﴿ وَرُسُلَهُ ﴾: بآلات الحرب حال كون نصره ﴿ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾: في دفع أعدائه، فنفع ذلك لكم ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا ٱلنُّبُوَّةَ وَٱلْكِتَابَ ﴾: لا نبي بعدهما إلا منهما ﴿ فَمِنْهُمْ ﴾: من ذريتهم ﴿ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾: أفاد بتغيير الأسلوب غلبة الضلال ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم ﴾: أي: نوح وإبراهيم ومن معهما ﴿ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ﴾: بين مرة ﴿ وَآتَيْنَاهُ ٱلإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ رَأْفَةً ﴾: رقة شديدة ﴿ وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ﴾: مبالغة في الرياضة والانطقاع عن الناس، منسوبة إلى الرهبان المبالغ في الخوف وقرى بالضم منسوبا إلى الرهبان جمع راهب ﴿ ٱبتَدَعُوهَا ﴾: بلا أمرنا ﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ﴾: لكن ابتدعوها ﴿ ٱبْتِغَآءَ رِضْوَانِ ٱللَّهِ ﴾: وما تعبدناهم بها إلى على جه ابتغاء رضوانه ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾: لتثليثهم وكفره بمحمد صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك ﴿ فَآتَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾: الثابتين على دينه ﴿ مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾: خارجون عن اتباعه، أفاد أن كل محدث بدعة، وسن لمن ابتدع خيرا أن يدوم عليه، ولا يعدل إلى ضده كما ورد في الحديث، وأفاد أن العزلة مندوب إلى عند فساد الزمان والأحوال ﴿ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ﴾: بالرسل المتقدمة ﴿ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ ﴾: محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ﴾: نصيبين أو ضعفين بلغة الحبشة ﴿ مِن رَّحْمَتِهِ ﴾: لإيمانكم بالنبيين، ولا يلزم بذلك ترجيحهم على المؤمن، إذ يمكن كون كفله أعظم من كفيلهم ﴿ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ﴾: كما مر ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾: بينا لهم ذلك: ﴿ لِّئَلاَّ ﴾: " لا " صلة، أي: لكي ﴿ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ ﴾: كفارهم ﴿ أَنَّ ﴾ أي: أنهم ﴿ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ ﴾: كصرف النبوة عن محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ ﴾.


الصفحة التالية
Icon