لمَّا أمره بمتاركة أعدائه بشّره بالنصر ليثبت فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ ﴾: لك على أعدائك ﴿ وَٱلْفَتْحُ ﴾: للمدائن، أو فتح مكة الذي هو أم الفتوح المترتبة بعد، فلا حاجة إلى جعل إذا بمعنى قد، لنزول السورة بعده ﴿ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾: جماعات أُمّة بعد أُمّة، بعد ما كانوا يدخلون قليلا قليلا ﴿ فَسَبِّحْ ﴾: ملتبسا ﴿ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ ﴾: استصغارا لعملك، ورتب على طريق النزول من الخالق إلى خلقه، وهو أولى من عكسه، وبعد نزوله كان يُكثرُ من قول: سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه ﴿ إِنَّهُ كَانَ ﴾: لم يزل ﴿ تَوَّاباً ﴾: كثير قبول التوبة، نزلت السورة نَعْياً له صلى الله عليه وسلم ولذا تسمى سورة التوديع، والله تعالى أعلم بالصواب.


الصفحة التالية
Icon