وهكذا يتم له تلاوة حزب في نهاره، كما تم له في ليله، ويتحصّل بذلك إتمام ختم تلاوة جزء في اليوم والليلة، ومن ثَمَّ ختم تلاوة القرآن الكريم في مدى شهر بيسر وسهولة، [القَمَر: ١٧-٣١-٣٧-٤٠] ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ *﴾. قال القرطبي رحمه الله: (أي سهَّلناه للحفظ، وأعنّا عليه من أراد حفظه، فهل من طالب لحفظه فيُعان عليه) (٤٤).
فلو مات العبد من ليل أو نهار، يقال له كما جاء في الحديث: «اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا» (٤٥).
وإذا شئت أخي القارئ أن تختم بأقل من شهر -على ألاّ تختم بأقلَّ من ثلاثة أيام - فإنك تضاعف ما تقرأ فتجعل بدلاً عن الصفحة صفحتين أو أكثر، «فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَسَيَصِيرُ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ» (٤٦).
_________
(٤٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي (١٧/١٣٤).
(٤٥) تقدم تخريجه بالهامش ذي الرقم (١٠).
(٤٦) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الجنائز، باب: موعظة المحدّث عند القبر برقم (١٣٦٢)، عن علي رضي الله عنه، ومسلم بنحوه، كتاب: القدر، باب: كيفية خلق الآدمي، برقم (٢٦٤٧)، عنه أيضاً.


الصفحة التالية
Icon