أيضاً في عشرة أيام، فإذا أتممت حفظ جزء فاجعل شهراً كاملاً لمراجعته.
وهكذا يتم لك حفظ جزء، حال كونك مُتمكِّناً في حفظه، عاملاً به، في مدى: ثلاثة أشهر، ثم مراجعته في شهر.
ففي كل سنة ستكون حافظاً - إن شاء الله - لثلاثة أجزاء من القرآن الكريم.
وسيتم حفظك للقرآن كاملاً ومراجعته دوماً في مائة وعشرين شهراً، أي في مدى عشر سنوات.
واذكر في ذلك أن رسول الله موسى عليه السلام، قد استأجره صاحب مدين (٥٤) ثماني حجج فأتمها عشراً، مهراً لإحدى ابنتيه، قال تعالى: [القَصَص: ٢٧] ﴿قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِي حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدَكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ *﴾.
_________
(٥٤) اشتهر عند الناس أنه شعيبٌ نبيُّ الله عليه السلام، والظاهر أنه غيره كما رجّح ذلك ابن كثير رحمه الله. وقال ابن جرير رحمه الله: الصواب أن هذا لا يُدرك إلا بخبرٍ، ولا خبرَ تجب به الحُجّة بذلك. اهـ. انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير ص (١٢٩٠)، ط - بيت الأفكار. وجامع البيان في تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) :(٢٠/٦٢). وقد أفدت جميع ما سبق من ملحوظة للعلاّمة، ابن جبرين - بخطّ يده - حفظه الله، عند تكرُّمه بمراجعة الكتاب.