قال الله تعالى: [الحِجر: ٨٧] ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ *﴾، وقال عزَّ وجلَّ: [فُصّلَت: ٤١-٤٢] ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ *لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ *﴾، وقال سبحانه: [الواقِعَة: ٧٧-٧٨] ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ *فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ *﴾.
نستدل من تلك الآيات الكريمة على عِظَم فضل القرآن الكريم بعامة، فكيف إذا اختُصَّت بعض آياته أو سوره بمزيد فضل، ولست أدعي في هذا المقام أني سأحصي جميع ما ورد في ذلك؛ فهذا الباب بحر خِضَمٌّ يزخر بالعلم، بَيْد أنه لا فُرْضة (٥٦) له، بل لا يُدرك ساحلُه، لكني سأذكر ما يناسب الحال من ذلك. وسأجعله على قسمين:
... الأول في فضل بعض الآيات.
... والثاني في فضل بعض السور.
أما الآيات فأولها آية الكرسي لما صح عن النبي ﷺ قوله «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
_________
(٥٦) فُرْضة البحر: مَحَطُّ السُّفُن. انظر: مختار الصحاح للرازي ص (٤٩٨)، مادة (ف ر ض). والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص (٦٥٠) باب الضاد، فصل الفاء (الفَرْض).