عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: «مَا حَفِظْتُ (ق) إِلاَّ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ» (٧٥).
وأما سورتا الجمعة والمنافقون، «فَكَانَ ﷺ يَقْرَأُ بِهِمَا فِي صَلاَةِ الْجُمُعَةِ» (٧٦).
ومن فضل سورة البيِّنة، يثبت الفضل أيضًا للصحابيِّ الجليل أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه، حيث قال النبيُّ ﷺ له: «إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأ عَلَيْكَ [البَيّنَة: ١] ﴿لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ قال: وَسَمَّانِي؟! قَالَ: «نَعَم» فَبَكَى (٧٧).
وأما سورة الكوثر، ففيها العطاء من الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر؟» فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيِه رَبِّي - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. آنِيَتُهُ عَدَدَ النُّجُومِ... » (٧٨) الحديث.
_________
(٧٥) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم (٨٧٣)، عن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها.
(٧٦) أخرجه مسلم، كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة، برقم (٨٧٧)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(٧٧) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب سورة البيّنة، برقم (٤٩٥٩)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل، برقم (٧٩٩)، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري.
(٧٨) جزء من حديث أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب: حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى «براءة»، برقم (٤٠٠)، عن أنس رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon